الوزن
بقلم الأستاذ / حمود بن خميس الوسمي *
يحمل الشخص منا الكثير من الأوزان في حياته منها , ما تكون فائدته مرتبطة بوقت ,ومنها ما تكون فائدته غير مرتبطة بوقت .
فالطالب على سبيل المثال يحمل الكتب التي تقدر وزنها مع الحقيبة بخمسة كيلو جرام تقريباً, ولكل كتاب من هذه الكتب وزنه وحجمه وفائدته المرتبطة به إلا القرآن فلا وزن له بل منازل لحديث (اقْرَأْ، وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا ) ويحمل الشخص منا وزن الملابس على جسمه باختلافها من ثقل وخفه, ولا يوجد أفضل من لباس الإحرام, فإن الذي يلبسه ويؤدي حقه من حج أو عمرة يخرج من الذنوب كيوم ولدته أمه, لحديث (مَنْ حَجَّ الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. ).
ووزن الإنسان الذي أصبح هاجس النساء والرجال, فمنهم من أهمله وزاد جسمه من الشحوم والدهون وغيرها, ونسي حديث (مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَاتٍ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَابُدَّ فَثُلُثٌ طَعَامٌ، وَثُلُثٌ شَرَابٌ، وَثُلُثٌ نَفَسٌ ).
ومنهم من افتتن بأصحاب الجسم الرشيق والوزن المثالي فأخذ يضغط على نفسه بإنقاص وزنه بطريقة غير صحية وتناسى الجميع لا إفراط ولا تفريط .
أما الوزن الذي يهم كل شخص منا ذكراً كان أو أنثى فهو وزننا يوم توضع الموازين ,وترجح الكفة على الكفة, فأي كفة سترجح لنا وهل سنحمل وزن مع وزننا ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ . وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا ، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ .( أو سنكون ممن جاء يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال ولكن صدق فيه قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- (لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًاء فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا» ، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا)
نسأل الله السلامة عند الميزان وأن نكون ممن قال فيهم سبحانه وتعالى (( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ) ).
* كاتب وتربوي