قصص قصيرة
انتحار
جرحت وريدها لتضع نقطة النهاية لقصة حبهما ، فلما أفاقت وجدت إنه غادر مع النزف ، وعادت نقية بيضاء .
الصمت الفاضح
تجمعهما سفرة الغداء كالمعتاد ، تعيد ذات الأسطوانة دون كلل أو ملل عن دوامها في القرية التي تبعد عن مدينتها ب ١٤٠كلم ، طالبات القرى ذوات المستوى الدراسي السيء ومستوى النظافة المعدوم ، مبني المدرسة المتهالك والحشرات ، و ، و وهو صامت ليس كعادته يواسيها ويصبرها يأكل طعامه ببطء وكأنه مغصوب عليه ، في وسط تذمرها يباغتها بسؤال : أين جوالك !! ينظر إلى عينيها التي لم ترمش وإلى وجهها الذي لم تتغير ملامحه ، تخبره أنها نسيته في المدرسة وبكل ثقة ستحضره معها في الغد ، يخرجه من جيبه ويضعه على طرف السفرة ، وعيناه لا تفارق عينيها الوقحتين ووجهها الذي لم يبدي أي تعبير ، اردف قائلاً : اتصل بي عامل الاستراحة وقال لقد نسيت زوجتك جوالها بعد خروجكما صباحاً ، لأرسل إليه نفسي متنكراً باسم صديق ، يأخذ المئة ريال مني وهو يمتدح كرمي أمام نفسي المتنكرة والأموال التي يجنيها مني كل أسبوع حين أكون معك هناك ، لأجد اتصال من مديرتك التي ما إن سمعت صوتي حتى انفجرت طالبة مني احترام مواعيد المدرسة وتقدير زوجتي الموظفة وعدم إجبارها على الخروج من دوامها كل أسبوع بحجج واهية ، لم تنطق بحرفٍ واحد ، ولم يهتز جفنها ، جالسة أمامه بكل ثقة وبرود ، ليعلنها صريحة بصوت بارد : أنت طالق .
نهاية المكالمة
وسط معمعة الطوارئ تلتقط هاتفها النقال ، يصرخ الطبيب أحضروا ولي أمرها ليوقع الأوراق ، آلم المخاض تقاتل حبها للحياة ، والخوف ينتظرها عند باب العمليات ، تخاطبه بجنون يرتفع صوتها تصرخ وتشتم ، تبعد هاتفها بذهول لتسمع صرخات صغيرها معلنة انتهاء عدتها .
* قاصة وكاتبة