ومن الأعداء الخطيرين جداً البطالة
بقلم الأستاذ / مونس الدحيلي *
ومكمن الخطورة أن أغلب سكان المملكة العربية السعودية حماها الله هم من فئة الشباب .
ويرجع تفاقم أزمة البطالة إلى تخل الشركات الكبيرة العملاقة عن دورها الحقيقي في الاستثمارالمباشر في الثروة البشرية الوطنية .
وتنصل هذه الشركات الكبيرة عن دورها وواجبها الوطني الحقيقي تجاه الوطن وأبناءه الشباب لصالح ما يسمى بالمقاولين الذين ليس لهم هدف إلا جمع المال والحصول على أكبر قدر من عقود الشركات الكبيرة ولا يهمهم إلا تكديس الأموال للمصلحة الشخصية الضيقة وليس لديهم النية الصادقة ولا توجد لديهم أي خطط للاستثمار في الموارد البشرية الوطنية .
وكل إعتماد هؤلاء المقاولين على العمالة الأجنبية ولا يوظفون من أبناء الوطن إلا القليل تحت ضغط برنامج السعودة وبأُجور زهيده وضعيفة جداً لا تسمن ولا تغني من جوع تتراوح من ٢٠٠٠ ريال إلى ٣٠٠٠ريال وكانت في الماضي القريب أقل من ذلك بكثير مما ترك أثراً مؤلماً في نفسيات الشباب .
وبينما هؤلاء المقاولون يحصدون الكثير من المليارات من عقود الشركات الكبيرة العملاقة التي تخلت عن دورها وواجبها الوطني تجاه الوطن وأبناء الوطن الشباب الذين هم بعد الله تعالى الثروة الحقيقية للوطن .
وذلك بحججٍ سخيفة وواهية ونظرة قصيرة كتخفيف المصاريف في حين أن هذه الشركات تدفع المليارات لهؤلاء المقاولين .
ويبدو أنه توجد هناك مجموعات نافذة في تلك الشركات تعمل بالخفاء وتخطط بدهاء لإبعاد هذه الشركات العملاقة عن مسارها ودورها الحقيقي في التنمية الوطنية وتطوير الكوادر الوطنية والإستثمار في الطاقات البشرية الوطنية .
وقد نجحت تلك المجموعات في زحزحت تلك الشركات العملاقة عن مسارها ودورها الحقيقي بإجاد ما يسمى بنظام المقاولين وترسية تلك العقود الضخمة وما يمكن أن تحصل عليه تلك المجوعات النافذه من منافع شخصية من ترسية تلك العقود التي تقدر بالمليارات .
وبعد الفشل الذريع لما يسمى بنظام المقاولين يتضح لكل ذي بصيرة غيور على وطنه وشباب وطنه خطط تلك المجموعات الخفية ذات النفوذ في تلك الشركات .
وقد أصبحت أهدافهم مكشوفة وأضحت أثار أفعالها مدمرة لشباب الوطن ولا تقل خطورة عن عصابات المخدرات وقد تركت تلك الأفعال في نفوس كثيرٍ من الشباب أثاراً سلبية خطيرة لا يعلم مداها إلا الله .
وإذا استمر الوضع على ماهو عليه فإن أوضاع الشباب ستزداد سوءً وخطورة ويتحمل هؤلاء الذين خططوا لإبعاد الشركات عن مسارها ودورها الحقيقي في التوظيف المباشر وإستقطاب أبناء الوطن كامل المسؤولية عن هذا الوضع المزري الذي فاقم مشكلة البطالة .
وأصبحت مشكلة البطالة مشكلة حقيقية تهدد الأمن الإجتماعي وقد يمتد تأثيرها إلى الأمن الوطني ولا سيما ان هؤلاء الشباب هم الغالبية العظمى من المواطنين وهم ركن مهم بعد الله تعالى لحماية الجبهة الداخلية والذين قد تخلت عنهم تلك الشركات الكبيرة لصالح ما يسمى المقاولين الذين يعتمدون أصلاً على العمالة الأجنبية ولا بهمهم إلا المصلحة الشخصية الضيقة وتحقيق الثراء الفاحش على حساب شباب الوطن وقد طغى حب المال لديهم على الحس الوطني فهم يعتبرون أن ابن الوطن مفروض عليهم ولا يرغبون به وإذا فرض عليهم من أجل برنامج السعودة فلا يعطونه أي إهتمام ولا يعطونه الأجر الكافي .
ونتبجة لذلك فتجد كثيراً من الشباب في حالة قلق دائم وعدم إستقرار ويعاني من هم وحزن وإكتئاب لا ينقطع وشعور وتحسر من التهميش .
وإذا استمر الوضع طويلاً بدون إيجاد حلول عاجلة فإن كثيراً من هؤلاء الشباب سيصبح في مهب الريح ويخشى عليهم أن يقعوا ضحايا بيد شبكات المخدرات أو أن ينجرفوا في متاهات أفكار الضلال والإرهاب والزيغ والإنحراف أو أن يسقطوا في أفكار التيارات الليبرالية الغاوية والعلمانية المنحله .
[لمعالجة هذا الوضع الخطيريتوجب علينا حالاً]
•إعادة تلك الشركات الكبيرة الى مسارها الحقيقي في الإستثمار في الثروة البشرية الوطنية .
•فتح باب التوظيف المباشر والإهتمام بتأهيل أبناء الوطن على رأس العمل .
•إيجاد مراكز تدريب عالية الجودة وفتح جميع المهن والتخصصات التي تحتاجها الشركات لشباب الوطن والإستعانة بعلم النفس لتحديد أنماط الشخصية لكل مهنة وتخصص لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب .
•الغاء نظام المقاولين بالنسبة للتوظيف وإيجاد جهة محايدة خارجة عن إرادة تلك الشركات تكون مسؤلة عن التوظيف في جميع الشركات على مستوى ديوان الخدمة المدنية تضع لها نظام آلي دقيق يضمن العدالة بين المتقدمين .
• وضع خطة إستراتيجية محكمة وإنشاء مراكز أبحاث لهذا الموضوع المهم والخطير
تهتم بوضع الشباب وتعتني كل الإعتناء بتحصينهم ومتابعتهم وتشجيعهم ورفع روح الحس الوطني لديهم وترسيخ مبدأ حب الوطن وولاة أمره الذين هم صمام الأمان لقوتنا ووحدتنا بعد الله تعالى .
هذا وأسأل الله تعالى أن يحمينا ويحمي شبابنا ويحمي بلادنا الغالية وولاة أمورنا ويوفقنا وأياهم الى الخير والبر والتقوى .إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه .
* عمدة الخفجي سابقا ، عضو المجلس البلدي حاليا
1 ping