[CENTER][COLOR=#050500][B][SIZE=5][FONT=Arial]
[COLOR=#001CFF][SIZE=7] ماذا لو كنت قلماً؟[/SIZE]
[/COLOR]
[RIGHT][COLOR=#FF2600]* بقلم الدكتورة / نادية الخالدي [/COLOR]
[/RIGHT]
[JUSTIFY]
في عصر لغة التفاؤل وبرمجيات التحفيز ولافتات الإيجابية وزحمة المتحدثين عن النجاح، مازال هناك شباب يعاني ضجيج الضياع النفسي.. ترى لماذا؟ هكذا سألتني بتعجب صديقتي التي تعد رسالة الدكتوراه في أحد الجوانب النفسية.
ومع فوضى الأوراق وكثرة الأرقام الاستبيانية التي ناقشتني بها، كنت ساهية عنها، لم أنظر لورقة، ولم أقرأ أي إحصائية.. فغضبت من ردة فعلي، التي وجدتها لا مبالية لما طرحت، لكن حقيقة سرحاني كانت مثيرة استفهام أسئلتها؟ التي استفهمت وعيي، فأخذتني لانتباه لحظي، قد يقودني لإجابة منطقية أجيب عنها، حيث إنه في أي قانون في العالم المدخلات تساوي المخرجات، كماً ونوعاً، لذلك من غير المنطقي أن يكون هناك شباب يعاني الضياع النفسي، في ظل المدخلات الإيجابية المنتشرة حوله.. ولأن اللغة هي الأداة الأولى في البرمجة العقلية، استوقفت انتباهي هذه الكلمة، فأجبتها «إنها اللغة»، لترد علي: أتمزحين أم هو رد ساخر، لأنك لا تملكين الإجابة؟!.. لا يا عزيزتي، بل هو رد منطقي أعني به الإجابة جيداً.. أتعلمين لماذا؟ لأن مفاهيم عرض الكلمات والجمل التحفيزية استُهلكت، فما عادت تعطي الفاعلية التي كانت تعطيها في بداياتها، لذلك التأثير الفعال لها تناقص، حتى وصل إلى الرقم صفر.. تماما، كاعتيادك أخذ حبة «بنادول» كل يوم، لن تؤثر في جسدك، كتأثيرها عند أول استخدام أو الاستخدام عند الحاجة.. ولأن تشخيص المشكلة هو نصف العلاج، يبقى النصف الآخر، وهو اللغة المستخدمة في تعريف الشباب على أنفسهم، هو الأداة الفعالة لإرشادهم لأنفسهم.. فبدلاً من قول «اصنع أهدافك»، «ضع خطوات»، «اعرف نفسك» أوامر عامة خالية من الكيف، تشبّع منها العقل وملتها الآذان، فهي جُمل مستهلكة جداً.. يبقى التجديد الإرشادي أمرا مطلوبا جداً وضروريا للغاية.. فعلى سبيل الاستخدام المتجدد للغة برمجة العقول، هو أسلوب السؤال النفسي الذكي للذات، الذي يُوجه بشكل دقيق بلغة تتشابه في المعنى، وتختلف في أسلوب الطرح، كقولك لهم «ماذا لو كنت قلما؟ وطلب منك أن تكتب كيف تود أن تكون حياتك؟.. وكيف ستعيش بها ترى؟ ماذا ستكتب؟».. هنا أهديتهم بوصلة ترشدهم لرغباتهم الحقيقية ومرآة نفسية تعرفهم عن أنفسهم بلغة عصرية.
[/JUSTIFY]
[RIGHT][COLOR=#FF1700]* روائية كويتية تكتب في تطوير المهارات الذاتية وعلم النفس وأنماط الشخصيات[/COLOR]
[/RIGHT]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER]