الحُب وليد الموت
بقلم الكاتبة / عهود الأحمد *
حين بعد حين تفيض مني التساؤلات حول ماذا وكيف ؟!
أكبر بالتساؤل واندثر بالإجابة ، وكل من حولي يصيّر على الإجابة ولكن ... يُضنيني أن الجواب في الغالب تحكمه العادات والتقاليد لا الدين والعقل والمنطق.
مؤخراً كان التساؤل والدهشة حول لماذا نحنُ متأخرون في أمورٍ كثيرة تساءلت وتساءلت حتى ضاق بي السؤال ذرعاً
لا أقصد التأخير على المستوى العام .. ولن اذكر أموراً تكبدني عناء السؤال
ولكنِ أتساءل هل لتأخرنا أثراً على غموض مشاعرنا وتكدسها !
هل يموت الإحساس بالتأخر !
بكل مره اسمع فيها خبر وفاة شخص ما الا وتتبعه قصائد الحب والرثاء ،وتفيض المشاعر وتبدأ المجالس تذكر كل مالم يُذكر من قبل
فيراودني تساؤل هل كان يعلم ؟!
هل افصحتم له بتلك المحبة !
هل كان يعلم بمكانته في قلوبكم ؟
هل سبق واغدقتم عليه بوافر الحُب والمودة؟
لم ولن أجد إجابة تقنعني بأن الموت يولد الحُب وهل حقاً كان الحُب وليد الموت ؟
المدهش أنه حتى من كان يبغضَك أصبح يتلقى التعازي والموساة مثل أهلك تماماً ! فقط لأنه نشر خبر وفاتك ثم تلبس ثوب الحزن ،
يؤلمني حقاً أنك تدخر الكلام والشعور وتتكتم عليه وكأنه شيءٌ ثمين ، يؤلمني أنك لاتستفيد من حصص التعبير شيئاً الا حين تفقد عزيزاً ، لماذا ... لماذا خبأت السلام والكلام والملام ؟
يُدمي قلبي أن يأخذ الموت منك من تحب وأنت لم تودعه ولم تفصح له عما يجول بقلبك ، يبكيني حقاً أن تبكي مرتين على فقدك الدائم له وعلى الكلمة التي كابرت ولم تنطق بها يوماً ،كان أمامك وبجوارك لماذا تأخرت حتى فارقك، كانت الفرص تتدحرج إليك وتتبعثر كأنها كانت تنتظر السكون و الولوج لكنك احتفظت بمشاعرك واعتذارك إحسانك وإمتنانك وكأنها قطعٌ أثرية عليها أقفالٌ مؤصدة ولايجوز أن تُقتنى .
( قلبك بمثابة صندوق بريد اعط كل ذي حقٍ حقه من الرسائل )