[COLOR=teal]انتشرت في المملكة ظاهرة قيام الزوجات بوضع برامج تجسس على حواسب الأزواج لمراقبة سلوكياتهم الحاسوبية، من اتصالات وعلاقات والمواقع التي يزورونها، وفى المقابل يحذر علماء الدين والاجتماع من مثل هذه الظاهرة الشديدة الخطورة على العلاقات الأسرية.
وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" في طبعتها الإنجليزية: شهدت الأسواق السعودية زيادة ملحوظة في إعلانات برامج التجسس على الحواسيب الشخصية الموجهة للمرأة المتزوجة، يقول أحد الإعلانات "راقبي حاسب زوجك" ويقول آخر "اكتشفي كلمة السر التي يستخدمها الزوج للدخول على مواقع معينة"، ورغم أن هذه الشركات تستهدف عادة فئة أولياء الأمور لمراقبة عادات أطفالهم الحاسوبية من مواقع يدخلون عليها أو أشخاص يتم الاتصال بهم، إلا أن التوجه إلى الزوجات السعوديات يعد تطوراًًً خطيراًًً.
يقول بدر عبدالعزيز: وكيل إحدى الشركات العالمية المختصة في برامج الكمبيوتر "أصبحت هذه البرامج تمثل 90 % من مبيعات الشركة، ومعظم الزبائن من النساء، وبعد زيادة مبيعات الحواسيب الشخصية المحمولة (اللاب توب) زادت مبيعات برامج التجسس".
ويقول عبدالعزيز: " يبلغ سعر برنامج التجسس ألف ريال سعودي، ويتم إرساله عبر البريد الإلكتروني ومن السهل تثبيته على الحاسب الخاص بالشخص المطلوب مراقبته، كما يسهل استخدامه، ويقوم البرنامج بتقديم تقرير يومي عن البريد الإلكتروني للزوج ونسخ من هذا البريد والمواقع التي يدخلها، ومن الصعب اكتشاف وجود البرنامج على الحاسب كما يسهل على الزوجة إزالته في أي وقت"، ويضيف عبدالعزيز: "لقد قمنا بإلغاء وظيفتين للبرنامج هما التسجيل الصوتي، والصور التي يقوم المستخدم باستعراضها، وقد قامت الشركة بإلغاء الوظيفتين لإمكانية استخدامهما كدليل عند توجيه اتهامات جنائية".
ويؤكد عبدالعزيز أن الشركة المنتجة تعمدت رفع سعر البرنامج حتى لا يتم استخدامه بشكل مفرط، ويضيف: "أيضاًً الكثير من الأسر تجد صعوبة في مراقبة أبنائها، كما أنها لا تستطيع منع استخدام الحواسب الشخصية في المنزل، ومن هنا يصبح مثل هذا البرنامج ضرورياًً".
وعن قانونية تسويق مثل هذا البرنامج في المملكة قال عبدالعزيز: "لا يلزمنا تصريح لتسويق البرنامج في المملكة فالشركة مرخصة ولديها تصريح تجارى يسمح لها ببيع برامج الحاسب".
وتؤكد زهراء يماني: مديرة مركز النور للاستشارات النفسية والاجتماعية أن لجوء الزوجات إلى برامج التجسس للكشف عن سلوك الأزواج خطأ، تقول يمانى: "إن محاولة الزوجات التعرف على تفاصيل الحياة اليومية للزوج أمرًا مبررًا ومقبولاً لكن من غير الطبيعي أن يتم ذلك من خلال برامج التجسس، التي لن تحل المشاكل الأسرية" وتنصح يمانى بالتواصل والحوار بين الزوجين.
كما تحذر يمانى من مراقبة الأطفال بهذه الوسيلة، التي تعكس مبالغة الوالدين الخوف والرغبة الزائدة حماية أطفالهن ولكن في الحقيقة تؤدى إلى خلق مشاكل نفسية واجتماعية لدى الأطفال، وترى يمانى أن مراقبة الأطفال يجب أن تتم بطريقة عقلانية وقانونية تسمح لشخصية الطفل بالنمو الصحيح والمتوازن.
وعن انتشار برامج التجسس تقول يمانى: "لا أعتقد أنها تمثل ظاهرة، فنحن بحاجة إلى دراسات ميدانية وإحصائيات لنحدد ذلك، كما لا ترى فائدة من محاولة بيع هذه البرامج لأنها متاحة على شبكة الإنترنت".
أما عن رأى الدين في استخدام برامج التجسس، يرى الشيخ صالح بن عبدالله الشمراني: أستاذ الثقافة الإسلامية بالمعهد العلمي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود، أن مثل هذه البرامج غير جائز شرعاًً، ويقول الشمرانى: " أي شخص عاقل يعرف أن انتهاك خصوصية الناس محرمة في الإسلام، وهذا ينطبق على الزوجين، فالزواج يجب أن يبنى على الثقة والصراحة، واللجوء إلى مثل هذه الوسائل يفتح الباب لمشاكل أكبر".
ويضيف الشمرانى: "بنفس المبدأ لا يجب مراقبة الأطفال باستخدام مثل هذه الوسائل، حتى لو ظن الآباء أنها لصالح أبنائهم، إنما تتم مراقبة الأطفال بطرق شرعية".[/COLOR]