انسانة تشعر بمسؤولية تجاه الجيل وتحاول أن تقدم له التوعية ونفض عنه هيمنة الغفلة وادعاءات العالم أن موروثه رعي ورحيل خلف الماء فقط لاكشف له حقيقة عبقرية أجداده قدر المستطاع ، حوارنا لهذا اليوم مع الأديبة والكاتبة فاطمة أحمد البلوي :
= ماهو طموحك وأهدافك الشخصية؟
– طموحي لا حدود له .. ولا اتسابق معه بل أحاوره ونتفق من أجل ان نصل لمرتكز القمة بالشكل الذي نطمح له .. وأهدافي أن أرى ثقافة بلادي التي عابها العالم رغم إعجابهم بها .. رائدة .. لتبعث في نفوس الأجيال الفخر ..
= كيف كانت بدايتك الأدبية؟
– الكتابة فطرة في نفسي لم اسعى لها، ودعمت نفسي بنهمي للقراءة منذ الصغر ، عدا مجالستي لكبار السن من الجيل الذي سبقنا ، فكانت بدايتي من سن صغيرة جدا عندما كتب رواية امتحن بها فكري، ومقدرتي على الكتابة ، عدا كتابتي للشعر والسجع، والقصص القصيرة، الا ان ظروفا أحاطت بي جعلتني اسجنه في نفسي حتى حان وقته وانطلقت. بأول اصدار لي عام 1430 هجري بكتاب السعلوة بين الحقيقة والخيال
= أذكري لنا بعضا من مؤلفاتك؟
– لدي اصدارين في كتاب السعلوة بين الحقيقة والخيال . ورواية نساء من أرض مدين، وهناك كتاب سيصدر قريبا عن الموروث الشعبي ، ورواية اجتماعية بعنوان أدفنوني في الباحة من الرائدية للنشر .
= هل ترين ان المجتمع السعودي مجتمع مطلع ويحب القراءة؟؟
– المجتمع السعودي مثقف ويحب القراءة ولكن في ظل التقنية الحديثة وما تصدره الشركات العالمية من أجهزة مختلفة وما يتضمنه من كم هائل من المعلومات، اخذت منه جل وقته.. وان كانت هناك نسبة عالية من المجتمع الذي يجد متعته بالقراءة.
= من (السعلوة بين الحقيقة والخيال) الى (روائع من موروثنا الشعبي)ثم (نساء من ارض مدين) وقريبا (ادفنوني في الباحه)…ايهم اقرب اليك؟؟
– جميعها كالابناء لا يختلفون في مكانتهم في نفس المؤلف ، إلا ان نساء من أرض مدين لها في نفسي تأثير ،لأنها فكرة وجمع من المعلومات رافقتني في مراحل عمري حتى انفصلت عني في كتاب مستقل.
= أيهما أكثر صعوبة كتابة الرواية او الكتابة عن الموروث الشعبي؟
– لكلا الكتابتن ظروفها واساليبها وقوانينها .. وكل نوع لابد من ان يمر على مراحل حتى ينضج وإلا خرجت الكتابة ضعيفة لا روح فيها وبدون هدف.
= برأيك .كيف نعزز في نفوس الجيل الصاعد أهمية المحافظة على تراث أجدادهم؟
– بالتوعية .. إدخال الموروث ضمن المناهج .. تكثيف زيارات المتاحف التي تختص بالموروث للطلاب .. جمعه .. وحفظه .. وأرشفته .. للعودة له .. المهرجانات ..وللأسرة دور في ربط الجيل بموروثه وكشف حقيقة تجاهل العالم لموروثنا، ووصفنه لنا بالعالم الثالث حرب على ثقافتنا التي هي قيمنا وأخلاقنا والمستمدة من ديننا الاسلامي.
= في ظل اتساع رقعة مملكتنا الحبيبة واختلاف جغرافيتها وبالتالي اختلاف الموروث الشعبي…هل يشكل هذا مصدر إلهام لفاطمة المؤلفة؟
– نعم .. ومملكتنا تزخر بثقافة متنوعة وأصيلة، وكل ما أبحرنا فيه نجد اننا لم نصل، وكلما غصنا نبحث عن قاعه نجد اننا نحتاج للغوص أكثر.
= كان لك دور بارز في السعي وراء حفظ الموروث الشعبي من خطر الاندثار وجهل الجيل الجديد باغلبه هل من هنا كان توجهك لهذا الميدان!! ولعلك تذكري لنا موقف مر عليك لاتنسينه في هذا المجال؟
– نعم .. حين رأيت أن العالم يعيب علينا موروثنا .. في الوقت الذي يرسخ موروثه في نفوس ابنائه ويحثهم على الفخر به .. رغم أن ثقافتنا لها ركيزة فاخرة وقوية بالفكر والأدب والعلم وما تميز به ابن الصحراء من ذكاء حاد، ومن شيم الاخلاق ..
المواقف كثيرة .. ولكن الموقف الذي لا أنساه.. حين سافرات للقاء أحد كبار السن ممن مارسوا الموروث حتى وصلنا له في مكان موحش بالنسبة لي .. وعند حضوري رفض ان يفيدني بأية معلومة ظنا منه انا ستضره أمنيا ..
= ماالعوائق التي واجهت فاطمة البلوي كاديبة وباحثة ميدانية؟؟
– في البداية لم اجد من يدعمني معنويا ونفسيا .. ولكني استطعت أن اتسلل للمجتمع بعقل، حتى أثبتت له أن العلم والمعرفة والغيرة على الوطن .. داعم حقيقي في حال رفض المجتمع تقبلك.
كذلك معوقات السفر المستمر في ظل الوظيفة، ندرة الممارسين للموروث قديما ممن يملكون المعلومة الصحيحة . هذه بعض العوائق فقط
= فاطمة البلوي الباحثة ميدانيا والمهتمة بالموروث الشعبي والمؤلفة المبدعة في اي هذه المجالات تجدين نفسك اكثر؟؟؟
– أجد نفسي في البحث لأنه من يدعمني بالمعلومات التي احتاجها بأي نوع من الكتابة .
= لديك مساحة حرة فهل لك كلمة اخيرة؟؟
– أشكر لكم اختياركم لي ولعلي اضيف لمن أراد ان يسلك كتابة البحث والأدب من تجاربي بعض الشيء، وشكرا لكم