نعود مجددًا بلقاء مائدة الرائدية مع أستاذة قديرة خدمت الخفجي بمجالات عدة أهمها مجال القرآن الكريم ، وإليكم هذا الحوار :
= من أين نبدأ مع أ.سلوى الضلعي ذات الحاضر المتفرد والتاريخ المطرز بالنجاحات..هل تسمحين لنا ان نبدأ من الحاضر فعودا إلى ذات بدء؟
– بسم الله الرحمن الرجيم .. الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين : اشكركم على هذه المقدمة الجميلة اسال الله ان يتقبل منا ومنكم وان يجعل عملنا في الماضي والحاضر والمستقبل على الوجة الذي يرضية عز وجل ويثبتنا واياكم بالقول الثابت في الدنيا والآخرة .
= سلوى الضلعي مشرفة التطوير والتخطيط في الرائدية..ماهي رؤيتها في هذا المجال واهدافها؟
– في الواقع لاتعنيني المسميات بقدر مايعنيني المحتوى (اقصد مسمى مشرفة تخطيط وتطوير) لأن تعاوني مع الرائدية ومع غيرها من الجهات التطوعية في مجال التطوير والتخطيط قديم منذ زمن ، وذلك من خلال المجالس الاخوية أوالرسمية لتلك الجهات حيث لايخلو المجلس من طرح الموضوعات والأفكار المختلفة التي تسهم في تطوير تلك الجهات وفق رؤيتها ورسالتها والتخطيط المستقبلي لها لأني احترم رؤية ورسالة كل جهة من هذه الجهات واقدم لهم من الافكار مايناسبهم هم وليس مايناسب رؤيتي وأهدافي الشخصية وهذه اعتبره من الامانة العلمية والأخوية والوطنية التي أؤمن بها .
وانضمامي لفريق التخطيط والتطوير في الرائدية سيسهم باذن الله في وضع الخطط المستقبلية للفريق على أن تكون ( منبثقة طبعا من رؤية الفريق وأهدافه) وليس من منطلق رؤيتي وأهدافي الشخصية .وسيتم وضع هذه الخطط من خلال تشخيص الواقع ومعرفة نقاط القوة والضعف والفرص والصعوبات التي يواجهها الفريق حتى نستطيع ان نضع خطة سليمة بإذن الله يمكن تنفيذها (بواقعية) وقابلة للتطوير والتحسين المستمر ، وبطبيعة الحال سيتم عقد لقاءات وورش عمل لاعداد وتهيئة الفريق للخطة المطلوبة .بعون الله وتوفيقه وسيتم التنسيق مع مديرة الفريق بهذا الشأن .
= من خلال كواليس ليالي الرائدية كيف رأت سلوى الضلعي الصورة من الداخل؟
– ليالي الرائدية في موسمها الثاني اصبحت اكثر ناجحا وتألقا ولمست روح الفريق الواحد والتعاون وروح المبادرة بقيادة مديرة الفريق الاستاذة الفاضلة عايشة الغامدي حفظها الله .
= جمعت سلوى الضلعي خلال مسيرتها مابين الإشراف في مكتب التعليم وأعمال تطوعيه اخرى..كيف وفقتي مابين العمل الرسمي والعمل التطوعي والمتطلبات الأسرية؟
– الحمد لله هذا تكليف وليس تشريف وهو توفيق وفضل من الله وقوة أمدني بها الله واعانني على ذلك ليس بحولي ولا قوتي وليس لمكانتي وموهبتي بل لمكانة هذه الاعمال التطوعية عند الله ومنها تحفيظ القرآن الكريم ،لاشك أنها كانت ايام رائعة مليئة بالبركة ، مشعة بالنور والتيسير ، ومع انه كان فيها تعب جسدي وارهاق ذهني الا ان حلاوة العطاء تنسينا مرارة الألم.. سبحان الله .
اختي الكريمة اعلمي ان الانسان اذا كان لديه قيم راسخة و رسالة سامية في الحياة ويحتسبها لوجه الله تعالى امده الله بعون منه وجنودا لا نرها مع تيسير في الامور وبركة في الوقت ، تضيفي لذلك شريك الحياة المتعاون وهو الزوج الصالح له دور كبير في تفهم ذلك وتذليل الصعوبات من أجل هذه الرسالة السامية ومن هذا المنبر اتقدم بالشكر الجزيل بعد الله لزوجي الغالي ابومحمد على تعاونه معي في تلك الفترة .
و انصح من لديها موهبة وقدرة للخدمة في العمل التطوعي أن تستعين بالله وتجعل لها مشروعا أخرويا وان تبادر وتستثمر سنوات الشباب في ذلك وتحتسب الاجر مع ضرورة التوازن و اعطاء كل ذي حق حقه ومراعاة اطفالها واسرتها باعطاءهم حقهم من الرعاية والاهتمام.
= المطلع على مسيرة سلوى الضلعي يجد رابط وثيق بين اهتمامها بتعليم القرآن وبين إلقائها الدورات المهتمه بتعديل السلوك وأخرى لتطوير الذات…حدثينا عن ذلك؟؟
– القرآن الكريم منهج حياتنا فكيف لا أهتم به ! القرآن هو رسالة رب العالمين لنا وفيه كل شيء قال تعالى ( مافرطنا في الكتاب من شيء ) ….لو استنرنا بغير القرآن الكريم فلن نكون مهتدين ابدا ، انزل الله القرآن الكريم على نبية صلى الله عليه سلم ووصفه فقال عز وجل (وإنك لعلى خلق عظيم ) ووصفته زوجته ام المؤمنين عايشه رضي الله عنها فقالت (كان خلقه القرآن ) ماذا نفهم من ذلك ؟ انا افهم من ذلك ان الله من خلال القرآن الكريم ربى النبي على القيم و جاء لغرس القيم فينا و لتغيير سلوكنا للافضل وأن نقتدي به عليه الصلاة والسلام .
إذااهتمامي ببرامج غرس القيم وتوجيه السلوك وتطوير الذات منبثق من لب رسالة القرآن الكريم و اعتز بهذ الرسالة .ومن وجهة نظري أن أي انحراف في الحياة بسبب عدم اخذنا برسالة القرآن الكريم بالصورة الصحيحة.
= سلوى الضلعي خير من يعطيناالنصيحة في التربية…فما هي أهم العوامل التي تساعد على تربية نشء يكون لبنة صالحة لغد أفضل على مستوى القيم الدينية والثوابت الإجتماعية؟
– اسال الله ان يصلح لي ولكم الذرية حقيقة اننا في زمن صعب جدا لكن يجب الا نيأس ونقنط من لطف الله ورحمته بنا ، فالله سبحانه وتعالى لن يضيع خلقه وهو يدبر شؤون الكون ويدبر هذه المستجدات العصرية لذا علينا مايلي :
* التوكل على الله والاستعانه به في شأن التربية وغيرها وبذل الاسباب الممكنة
* الدعاء للابناء دائما وتحري اوقات الاجابة
* ان نقدم لهم القدوة الحسنة في المواقف المختلفة وبدون تصنع ..لأن بعض الاباء والامهات يتصنعون القدوة امام ابناءهم وهذا امرخطير وشره اكثر من نفعه
* الحوار المستمر مع الابناء .. و ضبط النفس و تقبل استفزازهم بصدر رحب ..والحوار هنا اقصد به الحوار العادي مثل سرد الاحداث اليومية وليس ان نفتح تحقيقا معهم !
* تقبل التصاقهم بنا ففي احيان يفضل الابناء أن يكونوا قريبين جدا منا ويودون ان نستمع لهم ونتقبلهم كما هم .فليكن ذلك مع ابتسامة رضا ومحبة .
* اذا كسبنا ثقة ابناءنا كما في الخطوات السابقة يمكننا ان نوجههم الوجهة الصحيحة ونضع لهم الخطوط العريضة وسيتقبلون التوجيه وغالبا سوف يستشيروننا دون خوف من العقاب
* طبعا اذا نجحنا بعون الله وتوفيقه في ان يسود جو الالفة والثقة في البيت سوف يمكننا غرس القيم الدينية والاجتماعية وسوف يتبناها الابناء ويدافعوا عنها بقوة ومن هذه القيم المحافظة على الصلوات وصلة الأرحام ومراقبة الله في السر والعلن وغيرها من القيم الدينية والاجتماعية يدافعون عنها لانهم شاهدوها مطبقة في بيتهم ومن والديهم بدون تكلف او تصنع او تشدد .
* كما انصح الوالدين ان يكفوا عن التشاؤم و وصف هذا الجيل بالفساد او الضياع او غيرها من الاوصاف السلبية وان يكتشفوا الجانب المضيء في شخصية ابناءهم وبناتهم وينموه ويطوروه ويوجهوه بلطف وحكمة …وان يواكب الوالدان اهتمامات ابناءهم ومشاركتهم فيها حتى لا تتخطفهم جهات اخرى ونخسرهم .اللهم احفظ ابناءنا وبناتنا وقهم شر الاشرار وكيد الفجار
= كيف تقيم سلوى الضلعي العمل التطوعي بالخفجي؟؟
– العمل التطوعي بالخفجي يسير بخطى جيدة وارى انه بحاجة الى تأهيل وتخطيط وتنسيق وتطوير يتواكب مع المتغيرات وساشرح ذلك باختصار :
أ/تأهيل : بعض الجهات التطوعية تسند اعمالها الى كوادر غير مؤهلة مهنيا ، فهي تستقطبهم لكونهم محبي للخير ولمليء قت الفراغ حتى لو كانوا غير مؤهلين مهنيا ، هذا يجعل الجهود مضنية جدا والعمل ياخذ وقت اكثر من المطلوب بسبب عدم التأهيل المهني الكافي لهم وعدم وعيهم بأهمية ذلك وعدم الجدية ، وايضا وجود عاملين متطورين مهنيا مقابل اخرين غير مواكبين لهذا التطور مما يسبب شرخ في علاقات العمل وربما يتطور الى خلافات وأخطاء تضر بمصلحة الجهة التطوعية .
وعليه يجب ان يكون اعضاء الجهة التطوعية قد خضعوا لبرنامج تأهيلي واختبار اجتياز للمهنة المتقدم لها ومتابعة ذلك وتطوير قدراتهم بعد التعيين وقياس مستوى الاداء المهني بشكل مستمر.
ب/ تخطيط : وجود خطة عمل مكتوبة وفق رؤية ورسالة وأهداف الجهة وفق زمن محدد ، وان وجدت فهي لاتنفذ وفق الآلية المطلوبة وغالبا تنفذ البرامج وفق المواقف والاحداث الطارئة اومايطلبة الجمهور او وفق فكرة ابداعية طرأت واعجبت بعض القائمين على هذه الجهة فأرادوا أن يكون لهم السبق في تنفيذها او يكون تقليد جهة تطوعية لجهة اخرى من منطلق التنافس الشريف بينهم …الخ هذا بسبب غياب البوصلة والاتجاة الصحيح نحو الهدف
اذن وجود خطة امر ضروري وعلى جميع افراد الجهة استيعابها قبل التنفيذ والالتزام بها وان تكون رسالة واهداف الجهة حاضرة في اذهان الجميع حتى لاتنحرف بهم البوصلة وفق الرغبات والاجتهادات .
ج/ تنسيق : التنسيق بين الجهات التطوعية بالخفجي يحتاج الى اهتمام اكثر ، نجد عدة برامج تنفذ في نفس الفترة الزمنية مما يفوت فرصة الحضور والمشاركة للجميع. وارى لو ان هذه الجهات تجتمع في بداية كل سنة لوضع خطة شراكة استراتيجية بينهم لكان افضل
وايضا في مجال التنسيق بين الاقسام الرجالية والنسائية في هذه الجهات يحتاج الى تنسيق افضل لان الادارة النسائية ترى في الاوساط النسائية شيئا مختلفا عما تراه الاقسام الرجالية مما يسبب ارتباك في اتخاذ القرار .وارى انه يجب ان تُمكّن الأقسام النسائية بصورة افضل مما هي عليه الان في هذه الجهات وتفصل تماما عن الاقسام الرجالية اداريا وماليا وتعليميا .
د/ تطوير: واقصد بالتطوير اضافة برامج جديدة مرتبطة بالرسالة الاساسية للجهة وتخدمها وتستقطب الفئة المستهدفة ، ايضا تطوير المعايير التي يتم على اساسها وضع هذه البرامج ، وتطوير الكوادرالبشرية الحالية ،و تطوير مصادر الايرادات والدعم المالي من عدة جهات .
البرامج التطوعية من حق الجميع في هذا الوطن لذا يجب تطوير المعايير التي يتم على اساسها اختيار الافراد في هذه البرامج حيث تشترط بعض الجهات التطوعية ان يكون العضو المنضم لها على قدر كبير من الالتزام الديني حتى لو كان هذا العضو لديه مؤهلات جيدة في مجال العمل الذي سيقوم به .
ذكرت لي احداهن أن قريبها شاب من شباب الخفجي تقدم لجهة تطوعية للعمل بها محتسبا بدون راتب فرفضوه لانه غير متدين !
ايضا في مجال التطوير من وجهة نظري أرى توطين العمل التطوعي من خلال تمكين السعوديات والسعوديين من قيادة الادارات والاقسام في هذه الجهات واقترح تأهيل من فاتتهم فرصة الدراسة والعمل من اصحاب المؤهلات المتوسطة والابتدائية مثلا ، وذلك بالحاقهم في دورات تاهيلية تمكنهم من استيعاب قواعد العمل المؤسسي والتدرج الوظيفي المناسب لهم .
أيضا من الأمور التي يجب التغلب عليها في هذا المجال التطوعي والخيري .
العشوائية في ترتيب الأولويات والبدء بالأهم فالمهم ولتوضيح ذلك سأذكر لكم مثال في إحدى الجهات تم التنسيق منذ أسابيع لعمل دورة مهنية علمية للموظفات فيها واثناء عقد الدورة وفي الجزء الأخير منها حضرت مجموعة من الموظفات لم يحضرن منذ البداية فسألت المدربة ماسبب التأخير قالوا كنا نحضر درس شرعي في إحدى البيوت تلقيه إحدى الداعيات ..وعلى الرغم من أهمية الدروس الشرعية ولاخلاف على ذلك لكن حضور الدورة في هذه الحالة أولى..وهذا التصرف بسبب غياب فقة الأولويات وهو البوصلة التي يجب أن توجهن للاختيار الصحيح .
أيضا من السلبيات التي يجب تلافيها التدخلات الخارجية من خارج الجهة أما من أولياء الأمور أو بعض المهتمين وأعني التدخل في القرارات الداخلية للجهة مما يشعر الموظفة بعدم الأمان الوظيفي والمستفيدات يشعرن بالفوضى وضعف الإدارة
أيضا من السلبيات الانغلاق والجمود فبعض العاملات أو أولياء امورهن يرون في بعض البرامج والأعمال خروج عن المنهج القويم مع أنها اجتهادات فقهية يسعها الخلاف ، وبالتالي من باب إنكار المنكر من وجهة نظرهم يحذرون منها مما يجعل هناك تصنيف وانقسام في الرأي وتحدث بسببها صعوبات في إدارة فريق العمل بناء على ذلك
= هل حققت سلوى الضلعي كل ماتصبو إليه؟
– لن احقق كل ما اصبو اليه الا اذا رأيت مقعدي في الجنة …لايوجد انسان ناجح يقول انه حقق كل مايصبو اليه .. اعملوا فكل ميسر لما خُلق له ،، اسال الله ان يستعملنا في طاعته ورضاه وان يمتعنا واياكم بالصحة والعافية والسلامة.
= يبدو أننا لن نصل في حوارنا مع سلوى الضلعي إلى نهاية .. ولكن فلنتفق بأنها نهاية البداية ونترك لك مساحه حرة فهل لك من كلمه أخيرة؟
– اشكر الرائدية على هذا اللقاء واتاحة الفرصة لي للحديث مع اهل الخفجي الكرام ، واشكر الاعلاميه الصغيرة بخيته الغامدي على انتقاء الأسئلة المفيدة التي تدل على موهبتها الإعلامية القادمة بإذن الله واتمنى لها التوفيق والنجاح .. واسال الله لي ولجميع القراء في هذه الليالي الفضيلة العفو والمغفرة والعتق من النار ، و الا ينسونا من صالح دعاؤهم.والحمد لله رب العالمين.
2 pings