د. شتيوي الغيثي @shtiwialgithi
.
.
.
لأنّك في بيدِ الحكاياتِ تُسردُ
أضأتَ لنا نجداً ونجدُكَ مقصِدُ
.
أضأتَ لنا التاريخ حتى تعوّدت
أحاديثُنا ذكراكَ والشعرُ يشهدُ
.
فإن أنت لم تُذكر فمن أيّ صفحةٍ
سيذكرُنا الأمسُ الذي كان.. والغدُ
.
سيذكرك الجوعى ويذكرك الندى
ويذكرك الطرّاقُ … تذكرُكَ اليدُ
.
سيذكرك الأضيافُ.. والخيلُ.. والقِرى
ويذكرُكَ المعنى الذي كـنتَ تَـنشُـدُ
.
وأمٌّ يَعُضُّ الجوعُ وجهَ صغارِها
فمن غيرُكَ الوجهُ الذي كان يُسعِدُ؟
.
أيا جدّنا الأعلى أقمتَ حكايةً
على كلّ بابٍ.. والحكاياتُ مورِدُ
.
تجعّدتِ الدنيا عليكَ..فلم تكُنْ
لديناك في هذا المدى تتجعّدُ
.
ولامكَ من دون المُحبِّينَ لائمٌ
وأنتَ الذي في سُلّم الله تصعدُ
.
فإن خمدت نارُ الذينَ تَملْمَلُوا
فناركُ في عُمرِ الورى ليس تخمُدُ
.
مضيتَ إلينا.. والحياةُ قصيدةٌ
يُردّدُها في العالمينَ المُردِّدُ
.
فحسبُكَ أنّ الرملَ يرويك قصةً
وألفُ نفودٍ طيلةَ الدّهرِ تَشهدُ
.
طلعتَ على الدنيا بألف فضيلةٍ
ومثلُكَ في بيتِ المروءاتِ سيِّـدُ
.
تمدُّ لنا قمحَ القصيدةِ كـلّـما
تجوع نُهى الأشعار.. أو تَتشرّدُ
.
وتَسكُبُنا في موقدِ العمرِ قهوةً
فهل دلّةٌ الآتين بعدكَ توقَـدُ؟
.
أتيناكَ أحفاداً ..وبين أكُفّنا
نداكَ الذي عوّدتنا يَتَجدّدُ
.
نُغالبُكَ المعنى الذي أنتَ رسمُهُ
كأنك فينا واحدٌ يتعـدّدُ
.
تُعـلِّـمُنا أنّ الهوى ليس فكرةً
فلا بُدّ يا طينَ الهوى تَتَجَسّدُ
.
ولا بُدّ من حُبّ يفيضُ..وبسمةٌ
عليها قلوبُ المتعبينِ تَوسّدُ
.
تُعـلِّمُنا أن المواجعَ كلّما
تَناهَت لطيبِ الأُمنياتِ تبدّدُ
.
تُعلّمُنا أنّ الديار عزيزةٌ
لها كلُّ أحلام الحقائبِ تسجُدُ
.
تجذّرتَ فينا مثل لونِ سمارِنَا
وأمسيتَ فينا صوتنا الـ يَتَعَسجدُ
.
فمن أينَ تأتينا القصائدُ حرّةً
إذا أنتَ في أفواهنا لستَ تُنشِدُ؟
.
ترحّلتَ في الأزمان حتى أتَيتَنا
وماويَّتَاكَ اليوم: شِعرٌ ومَشهدُ
.
فيا سيّد الأجوادِ.. يا سيّد الندى..
أتيناك بدواً في القصيدة أَوفَدُوا
.
نخيلاً.. نخيلاً.. قد أَتينا فخُذ بنا
فإنّ سنين العمرِ بالعمرِ تُبعِدُ
.
وخذنا إلى صوبِ الخلودِ حكايةً
فإنكّ في أحلامنا تَـتَـمـدّدُ
.
المدينة/ حائل أوائل مايو 2023