[B][SIZE=5][FONT=Arial]
الإصلاح والتطور ، والتقدم والنهضة هما في مجتمعاتنا أمر مطلوب ، وحُلم مرغوب نسمع به ولا نراه نرى جعجعته ولا نرى طحنه ..
بلاد أكرمها الله سبحانه بكل مقومات التغيير من ثروات متنوعة ، وشباب طامح راغب ، وقبل ذلك كله شريعة تدعوا للعمل والجد فالذي رغب بالعمل حتى عند قيام الساعة وانتهاء الحياة الدنيا فقال رسولنا عليه الصلاة والسلام :" إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة نخل فإن استطاع أن يغرسها فليغرسها " ويقول سبحانه : " وقل رب زدني علما " فما ظنك بالعمل حال الحياة الدنيا والسعي في مناكبها التي هيئها سبحانه وتعالى وذللها لخلقه للجد والمثابرة فقال : " هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ، وإليه النشور "
وقال رسولنا عليه الصلاة والسلام :" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير "
كل هذه المقومات التي هيأها سبحانه لنا في هذه البلاد المباركة ما بالها قد تنكأت وتعطلت عن هذه النهظة وتراجعت القهقرى ..؟؟!
إن الحراك الفكري في مجتمعنا مابين أدعياء لليبرالية لا تساوي في المجتمع السعودي 2٪ وبين المجتمع المحافظ بأكمله الذي ينبذ هذا التوجه الليبرالي وفِكرَه يتفقون على أن التطور ووقوف عجلة الرقي الحضاري واقعة في المجتمع السعودي ، ولكنهم يختلفون ببيان الأسباب التي أدت لذلك التوقف وطريقة علاجه ..
دعونا نتأمل بعين البصيرة إلى دعاة الإصلاح والتغيير من دعاة الليبرلية الذين لم يرعوا الدين في طرحهم ، ولا قيم المجتمع في أهدافهم ولا تقاليد البلاد في نهجهم لنصبر أعذارهم في أسباب توقف عجلة التقدم والرقي في بلادنا عبر وسائل الإعلام ولقائاتهم التي مُكنوا منها في إقصاء لغيرهم ممن يختلف معهم في الرؤية والمنهج
، فهؤلاء جعلوا من أعظم الأسباب وأهمها هو تعطيل المرأة السعودية عن قيادة السيارة ، وعدم اختلاطها بالرجال في مقاعد الدراسة والعمل ، ووجود المِحرم واشتراطه عند سفرها ، إلى غيرها من تلك الأعذار والحجج التي يلوكونها في مقالاتهم وبرامجهم فمجتمعنا يتنفس برئة واحدة ويمشي برجلٍ واحدة لأن المرأة هي نصف المجتمع .. هي حِججٌ إذا دققت بها وجدتها أوهن من بيت العنكبوت ..
فالمرأة في بلادنا ليست ممنوعة من العمل الذي يليق بطبيعتها وفطرتها التي فطرها الله وعليها ولا تخالف شرع ربها المنبثق من الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح من أتباع محمد عليه الصلاة والسلام ..
فالمرأة عند هؤلاء الأدعياء لليبرالية هي نصف المجتمع ، أما عند غيرهم من أبناء المجتمع بعلماءه ورجاله وشبابه ونسائه فهي المجتمع كله فهي التي تلد نصف المجتمع وتربيه وتعلمه فكانت هي المجتمع كله .
ثم دعونا ننظر لكثير من الدول العربية التي سبقتنا بما يطلبه هؤلاء الأدعياء لهذه الليبرالية المشؤمة من قيادة للسيارة واختلاط وتحكم المرأة بشؤونها وحيدة وتجريرها بلا مِحرم كيف هي حالنا وحالها في استقرارها النفسي ، وتماسكها الاجتماعي ، وترابطها الأخلاقي ، وتطورها النهظوي هل له من أثر يُذكر ، أو ركزاً يُحس .
بل إذا كنا متفقين وإياكم على أن بلادنا تعيش في توقف لعجلة التطور فما عند غيرنا من تلك الدول التي سبقتنا بما تُطالبون به يفوق تخلفنا في أغلب معالم النهظة والرقي فإذا الشعوب لم تجني من هذا الواقع إلا التفكك الأسري ، والتلاعن الاجتماعي ، والفساد الاخلاقي ، فثارت تلك الشعوب على قُدواتكم في تحقيق الليبرالية المشؤومة عليهم بعد أن تقطعت بهم سُُبُل سادة الغرب ..
فعلى رسلكم أيها الأدعياء إن سبب هذا التوقف في عجلة التقدم والتطور والتدهور في الحال هو البعد عن شرع الله ومايريده منا رب العباد من تحقيق شرعية وإلا ماذا نُفسر قيام الدولة الإسلامية في عصور العِزة بتصدير أرقى حضارة عرفتها البشرية وأنتجتها الإنسانية بكل قيمها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية !!
حتى أصبحت هذه الحضارة الإسلامية هي المصدر الأساسي لتلك العلوم الطبيعية ، وكان علمائها ومؤسسيها هم علماء المسلمين في مختلف العلوم والتخصصات ، لكنهم لم يفرطوا بدينهم وكتابهم المنزل من عند الله ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )
دائنا فينا ولو أنا اعتصمنا ... بكتاب الله ما ستفحل داء .
ولكي أختصر لك أخي القارئ الطريق ليتك ترجع إلى كتاب مغالطات للدكتور : محمد قطب وهو يتحدث عن هذه القضية بكلام مبسط متزن ..
ولك مني أجمل تحية و وداع
فالسلام عليك ورحمة الله وبركاته .[/FONT][/SIZE][/B]