[FONT=Arial] [SIZE=6][B] [COLOR=#06098E][CENTER]موت الفجأة .. بقدر الله[/CENTER][/COLOR] [/B][/SIZE] [/FONT]
[FONT=Arial][SIZE=5][B][COLOR=#0C0C01][JUSTIFY]
بقلم : الشيخ / مصطفى نمر *
فجعت مدينة الخفجي خلال الأشهر القليلة الماضية بفقدان عدد من أبنائها، رجالا ونساء، صغارا وشبابا وشيبا، وأذكر أننا صلينا خلال أسبوع الإجازة المدرسية على تسع جنازات، معظمها بموت الفجأة.
وقد فطر الله تعالى الأحياء كلها على الخوف من الموت وعلى التشبث بالحياة وبذل الغالي والنفيس فيها، يستوي في ذلك الصغير والكبير، والإنسان والحيوان، والمؤمن والكافر. ومع ذلك فإن كل مخلوق لا بد أن يموت، قال سبحانه: " كل من عليها فان. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " الرحمن 26-27
وبسبب لهونا وغفلتنا ننسى الموت، لذلك حثنا نبينا عليه الصلاة والسلام على ذكره حيث قال في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: ( أكثروا من ذكر هادم اللذات ) صححه الألباني في الإرواء 682
ولا شك أيها الإخوة والأخوات أن كثرة موت الفجأة من علامات اقتراب الساعة لحديث أنس رضي الله عنه: ( من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قليلا فيقال: لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن يظهر موت الفجأة ) حسنه الألباني في صحيح الجامع 5899
ومن أنواع موت الفجأة ما نشاهده من أعاصير وزلازل وفياضانات وحوادث حريق وحوادث وسائل النقل البرية والبحرية والجوية فتهلك فيها فجأة أنفس كثيرة لم تتوقع ذلك.
وفي زماننا كثر موت الفجأة بالسكتة القلبية أو الجلطة الدماغية أو الذبحة الصدرية أو ارتفاع مفاجيء في ضغط الدم أو السكر أو انخفاضهما فترى الرجل الشديد المعافى الذي لا يشكو بأسا فيصرع فجأة بأحد هذه الأعراض، أو ينام فتكون نومته الكبرى وكل ذلك بقدر الله عز وجل.
وأخيرا أنصح بأربع:
1- الدعاء: وهو ما جاء في حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من قال بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي ) صححه الألباني في صحيح أبي داود 5088
وكذلك دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم المعروف: ( اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك ) وموت الفجأة قد يكون من فجاءة النقمة.
2- تجنب ظلم الناس والتعدي عليهم وأكل حقوقهم: فكم من مظلوم دعا على ظالمه في ماله وولده فاستجيب له فورا ففقد الظالم ماله ومات أولاده أمامه.
3- الإكثار من الصدقة: فإنها مما يطفيء غضب الله تعالى، كما جاء في الحديث: ( إن صدقة السر تطفيء غضب الرب وتدفع ميتة السوء ) حسنه الألباني في صحيح الترغيب 888
4- الاستعداد بالتوبة والاستغفار والعمل الصالح وكتابة الوصية لبيان ما له وما عليه، فكتابة الوصية لا تقرب الأجل، كما أن عدم كتابتها لا تبعده، ومن كان مستعدا للموت بالعمل الصالح فإنه لا يخشى مفاجأته. قيل عن صفوان بن سُليم: لو قامت الساعة غدًا ما زاد صفوان على عمله شيئًا.
أسأل الله أن يحسن خاتمتنا جميعا ويثبتنا عند السؤال ويدخلنا الجنة برحمته، إنه سميع مجيب.
[/JUSTIFY][/COLOR][/B][/SIZE] [/FONT]
[COLOR=#FF2600]* كاتب ومعلم مشرف حلقات تحفيظ القرآن .[/COLOR]