[COLOR=#080800][JUSTIFY][SIZE=5][FONT=Arial]
[COLOR=#FF0000]هل يفعلها. العلويون والأكراد ,, بسوريا ؟؟[/COLOR]
[RIGHT][COLOR=#610101] بقلم / أ- نوف العايد * .
[/COLOR][/RIGHT]
على مر التاريخ ومن خلال قراءتنا لأوضاع الدول التي حدثت بها حروب داخلية .نجد أن هذه الدول (خاصة التي يتكون سكانها من عدة أقليات وطوائف ومذاهب ) تسعى بأن تأخذ لها مكانا بالدولة مع وجود خطر عليهم من قبل الأغلبية ، ويحاولون جاهدين الانفراد والسعي للاستقلال , بل يصل الأمر إلى التعاون مع العدو من أجل المساعدة لحمايتهم والمساهمة بقيام دولة لهم مستقلة ذات حكم ذاتي داخل وطنهم الأم .
فمثلا العراق هذا البلد الذي مزقته حروبه الداخلية والخارجية، نرى هناك دولة تتمتع بحكم ذاتي انتزعته بالقوة وهو ما تسمى بإقليم (كردستان) وهذا الحلم الذي حققه الأكراد بتعاون مع عدو العراق والعرب ( إيران) عملوا كل شيء من أجل قيام دولتهم وحتى على حساب الوطنية . بل أدخلوا عناصر من الحرس الثوري الإيراني لزعزعة الأمن ليكون طعْماً للحكومة العراقية بحيث يدخل الجيش العراقي بحرب معهم بينما هم يتفرغون للانفصال عن البلد الأم ووصلوا إلى مبتغاهم بل زاد طمعهم وتوسعوا لدول أخرى .
وما حدث بالعراق في إقليم كردستان نخشى أن يتكرر حدوثه في سوريا ، حيث بدأت الأقلام تتحدث عن ذلك . فهل ستفرز الأحداث الجارية فيها عن قيام دول داخلها تتمتع بحكم ذاتي مستقل ؟؟!!
ونستطيع أن نقول بأن أهم أسباب الانفصال وقيام دويلات صغيرة داخل سوريا والذي نتخوف منه يمكن تلخيصه بما يأتي :
1 ـ نظرا لوجود أقليات وطوائف متعددة كانت على مدار حكم (حافظ الأسد) مهمشة ومضطهدة .
2 ـ تمركز هذه الطوائف والأقليات بمناطق هم الأغلبية فيها .
3 ـ وجود امتداد لهذه الأقليات في الدول المحيطة بسوريا كالعراق وتركيا وإيران .
ولنقف قليلا عند أهم الطوائف والأقليات بسوريا ومن هم الأكثرية والأقلية :
1 ـ المسلمون السنة هم الأكثرية من سكان سوريا .
2 ـ العلويون هم ثاني طائفة عددا بعد المسلمين .
3 ـ المسيحيون وهم في المرتبة الثالثة .
4 ـ الأكراد وهم المنسيون منذ وصول العلويين إلى سدة الحكم.
بعد القراءة والوقوف على مكونات المجتمع السوري نرى بأنه ومنذ وصول العلويين للحكم بعد انقلاب عسكري واستيلائهم على كل شيء أصبح كل شبر من سوريا تحت أيديهم و استأثروا بالمناصب الحساسة المدنية منها والعسكرية ، و لا ننسى أنهم ثاني أكبر طائفة بعد المسلمين السنة ففعلوا ما فعلوا من المذابح في حلب وحمص وحماة .
والعلويون هم أقرب للمذهب الشيعي عقيدة ولهم علاقات قوية مع إيران وحزب الله بلبنان ، عرفوا بجرائمهم ضد المسلمين ، ويتواجدون بأغلب مناطق سوريا حيث يمتلكون أراضٍ شاسعة. وازداد نفوذهم بعد قدوم بشار الأسد إلى سدة الحكم.
وهناك أقلية تقع بآخر الترتيب بالمجتمع السوري وهم (الأكراد) لكن يختلف الوضع ما بين العلويين والأكراد ، فهم لم يفوزوا بأي امتيازات من حكومة العلويين لا من الأب ولا من الابن الحالي ، بل تراجع حالهم فتناقصت أعدادهم بسبب الهجرة إلى تركيا بعد إعلان قيام ( إقليم كردستان) في شمال العراق .
والآن تغيرت الموازين وانقلب السحر على الساحر بقيام الثورة والانتفاضة ضد حكم العلويين والتي تطالب بالمساواة والحرية .
والعلويون الآن يخشون لحظة الانتقام لأن الشعب السوري لن يسكت عمّا اقترفوه من جرائم خلال السنوات الأربعين الماضية .
هل سوف يفكر العلويون ويخططون لقيام إقليم خاص بهم أسوة بأكراد وإقليم كردستان ؟ وهل يطالبون بالدعم من أصدقائهم الإيرانيين والعلويين بلبنان وتركيا من اجل قيام إقليم (العلويين) ويعلنون الحكم الذاتي ؟
الأكراد فعلا يفكرون جديا وبمساعدة واضحة وكبيرة ودعم ظاهر للعلن من رئيس العراقي السابق ( جلال الطالباني ) الذي أمر بتقديم كل ما ينقص أكراد سوريا وتزويدهم بالسلاح والمال وتوفير كل ما يحتاجونه. وهو ما يفكر فيه جلال الطالباني والأكراد هو قيام الدولة الكردية تمتد من العراق وجزء من تركيا وسوريا لتكون دولة معترف فيها عالميا وذات حكم وسيادة كاملة وبتالي وضع الشرق والغرب تحت الأمر الواقع .
لعل الأيام القادمة سوف تظهر كل ما هو تحت الطاولة من مخططات ، والسؤال الآن ؛ هل بعد سقوط الدكتاتورية العلوية بسوريا نشهد حربا داخلية بين الأغلبية والأقلية ويشترط نهايتها قيام دول داخل سوريا تطالب بحكم ذاتي وسيادة كاملة سواء للعلويين أو الأكراد ؟ أسئلة عدة ننتظر إجاباتها خلال الأشهر القادمة .
[RIGHT][COLOR=#610101] * إعلامية وكاتبة .
[/COLOR][/RIGHT]
[/FONT][/SIZE][/JUSTIFY][/COLOR]