مكفرات الذنـــوب
بقلم الأستاذة / أسماء عبدالعزيز العجيري *
ما من إنسان على وجه الأرض إلا وله ذنب صغير كان أم كبير ، فالله تعالى خلقنا وخلق أعمالنا معنا قال تعالى " والله خلقكم وما تعملون " فأعمالنا مخلوقة كما أن أجسادنا مخلوقة ، فالله تعالى عندما خلقنا علم أننا سنذنب لذا جعل للذنوب مكفرات إن فعلها الإنسان كفر الله عنه سيئاته وإن لم يفعلها فهو تحت مشيئة الله إن شاء الله غفر له ذلك الذنب وإن شاء عذبه به ..
أخي القارئ ..أختي القارئة :
لابد لكما أن تعلمان أن الله غفار الذنوب وستار العيوب يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل وهو القائل " وتوبوا الى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون " النور، فالله تعالى يغفر الذنوب ولايبالى ومع هذا يفرح بتوبة عبده قال النبي صلى الله عليه وسلم " لله أشد فرحا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها " مسلم ، لذا جعل الله للذنوب مكفرات منها :
أولا / التوبة الصادقة وشرط التوبة الإقلاع عن الذنب فلا تصح التوبة مع دوام المعصية و إلا أصبح كالمعاند مع ربه الشرط الثاني الندم على المعصية ثم العزم على عدم العودة إلى تلك المعصية ، ولابد للتوبة أن تكون قبل الغرغرة أي : قبل بلوغ الروح إلى الحلقوم فإذا تيقن الإنسان موته لا تصح منه التوبه ولا يقبلها الله تعالى ولو قبلها الله لقبلها من فرعون لعنه الله رد الله إليه توبته ولم يقبلها قال الله تعالى " آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين " يونس ، إذا لابد للتوبة أن تكون قبل الغرغره قال عليه الصلاة والسلام : " إن الله يقبل توبة عبده مالم يغرغر "
المكفر الثاني : الاستغفار قال عليه الصلاة والسلام : " من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف " فالاستغفار مشروع في كل وقت إلا عند المعصيه فإنه يجب ويستحب بعد الأعمال الصالحه كالاستغفار بعد الصلاة وكذلك يستحب في وقت الأسحار " وبالأسحار هم يستغفرون "
المكفر الثالث : فعل الحسنات قال تعالى : " إن الحسنات يذهبن السيئات " وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن "
المكفر الرابع : المصائب التي تصيب الإنسان والمصيبة هي كل ما يؤذي المؤمن من فقد أو ألم أو هم أو غيرهم من الأشياء المؤذية قال عليه الصلاة والسلام : " مايصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته " .
أخي القائ ..أختي القارئة :
قال الله تعالى : " ومن يعمل سوءا يجز به " أي كل ذنب يذنبه الانسان سيعاقبه الله عليه لكن من لطف الله بالمؤمنين أنه جعل المصائب تكفيرا لهم عن سيئاتهم فالله تعالى لا يريد تعذيبهم في الآخرة بالذنب الصغير الذي فعلوه لذا عجل لهم العقوبة في الدنيا حتى يلقون الله صافية قلوبهم نقية أرواحهم .
إن كثيرا من الناس يتكلون على سعة رحمة الله وينسون أو يتناسون أن الله لايغفل عما يعمل الظلمون وكذلك أن الله يمهل ولا يهمل وأن الله عزيز ذو انتقام فعلى كل من أذنب ذنبا صغيرا كان أم كبير أولا أن ينطرح بين يدي خالقه ويتوب توبة نصوحا ثم يتحر مكفرات الذنوب ويعمل بها فسيجد ربا رحيما ودودا حنانا منانا لطيفا .
فاللهم اجعلنا من المخبتين لك المنيبين إليك اللهم اقبلنا عندك في الفردوس الأعلى اللهم أمين
* كاتبة وتربوية