[FONT=Arial][SIZE=6][B][COLOR=#000DFF][CENTER]
بكل شفافية .. وصفّوا النية [/CENTER][/COLOR][/B][/SIZE][/FONT]
[JUSTIFY][COLOR=#0C0C04][B][SIZE=5][FONT=Arial]
بقلم : أ / عبدالله بن محمد عسيري [COLOR=#FF4500]*
[/COLOR]
حري بنا ان نتلمس حقيقة حاجة المجتمع لمؤسسات وجمعيات ولجان النفع العام , والسعي لنشد من أزرها وزيادة عددها كمطلب اجتماعي ملح اكثر من محاولة تجاهل ضرورة وجودها او تحجيمها او العمل على تقليص عددها خاصة المتخصصة منها في مناحي الحياة العامة وخدمة المجتمع .
بل يعتبر التوسع مدعاة للطمأنينة على الاجيال التي سترث ما أسسنا وتجني من بعدنا ما زرعنا , وهذا ما يستلزم منا ضرورة العناية و التمحيص في تلمس حاجة المجتمع الفعلية من تلك المؤسسات , الي جانب التروي والدقة في اختيار قيادات العمل التطوعي والخيري والدعوي , فليس بالضرورة ان كل من يقترح منشط ان يترأسه او ينتسب اليه , فالمسالة يجب ان ينظر إليها كشأن عام .
صحيح ان للساعين في هذا الشأن حق علينا بتقديرهم وشكر صنيعهم , وان لكل تلك الجهات حق الدعم المعنوي والمادي والمؤازرة والتفاعل ومنحها الثقة , مثلما لنا الحق في مطالبتها بالعمل والشفافية وتلمس حاجة المجتمع , إلا أن ما نسجله او نطلقه من ملاحظات او انتقادات يعبر عن هواجس قد تتلاشى عند تنامي الخبرة لدى تلك الجهات , والاطمئنان يحدث اكثر عندما يتفاعل المجتمع مع ما تقدمه من خدمة , لها اثر ايجابي اعمق , بغية ان تراعي مستقبلا أن للمجتمع الكلمة الفصل في قبول او رفض انشطتها .
لكن ما يؤرق ويستشعره المجتمع ويتحسس منه في المشهد حاليا على ساحة العمل الطوعي بالخفجي .
ان بعضاً من تلك الجهات تتكون وفق رؤى شخصية لغرض استجلاب مكانة على خريطة العمل الاجتماعي والارتقاء على الموقع الاجتماعي للوجاهة فقط , مستفيدة من سهولة استصدار التصاريح الرسمية واستغلال حاجة المجتمع , في حين تسخّر بعضاً منها نشاطها لخدمة الوافدين وتجعل من مسببات نشأتها " حاجة الوطن وأبنائه " خيارات متأخرة , حتى في مجال العمل الاداري كمصدر دخل لأبناء الأسر المحتاجة وللعاطلين .
وما يلفت للنظر ان لبعضٍ من تلك الجهات حضور اعلامي زاهي ومتكرر على حساب العمل الجاد والخدمة الفعلية فتجد الاهتمام بالهوامش والشكليات وفيما لا ينفع الناس ويلامس حاجاتهم المعيشية والاجتماعية والأسرية والثقافية والصحية , والانصراف بالبحث عن انشطة تجلب الأضواء والترويج بخلق اجواء مفعمة بالوعود البراقة , او الاضطلاع بأنشطة ليست من مهامها التي تأسست من اجلها .
المشكلة الحقيقية من وجهة نظري , ليست بكثرة عدد تلك الجمعيات واللجان والمؤسسات كما قد يتصور البعض , المشكلة تكمن في شتات وتشابه نشاطها , وتتجلى أكثر في صراع الاستحواذ على نصيب الأسد من الدعم المادي من الشركات ومؤسسات القطاع العام بدواعي تسيير اعمالها وتمكينها من اداء رسالتها , في حين يكتشف الفاحص والمدقق النقي ان النفقات الادارية والمصاريف النثرية التي ينفقها البعض على ( المظاهر الزائفة " البرستيج " ) ناهيك عن الرواتب وفي اغلبها تذهب للوافدين انها نفقات بمبالغ لو تم تقنينها لكفت لوحدها في تحسين الاحوال المعيشية لعدد من الأسر السعودية وتكفي لتمويل برامج تثقيف وتوعية لمجتمع المحافظة والمراكز التابعة لها لفترة ليست بالقصيرة , وهذا يعكس جلياً حاجتنا لإعادة توجيه ثقافة ادارة العمل الاجتماعي والأسري والتطوعي , وفق رؤى ودراسات متخصصة .
باعتقادي ان الحل الأمثل يكمن في انه طالما تلك الجمعيات على مختلف مسمياتها وتنوّع نشاطها تخضع لإشراف ودعم وزارة الشئون الاجتماعية وحازت على تصاريح رسمية منها لمزاولة نشاطها , وتعمل وفق انظمتها وتتقيد بالتعليمات الصادرة عنها , فإن من المناسب ان تطبِق وتخضع تلك الجهات للنظام المعمول به في ادارة جمعيات البر الخيرية والمتمثل باختيار رئيس وأعضاء مجالس ادارتها .
وهو ان تتشكل مجالس الادارة للجمعيات واللجان والمؤسسات الدعوية والأسرية والاجتماعية والتطوعية المنضوية تحت مظلة وزارة الشئون الاجتماعية للانتخاب كل ثلاث سنوات وليس بالتزكية والتطوع , اسوة بالمعمول به في جمعيات البر الخيرية , وفق شروط وضوابط تضمن ترشح ذوي الخبرة والاختصاص , وفي هذا الاجراء تحفيز للقائمين عليها بالمثابرة واثبات الوجود وتقديم افضل ما لديهم لخدمة المجتمع طمعا بالتجديد , ومن فضائل هذا الاجراء استبعاد غير الفاعلين وغير الناشطين وإفساح المجال للكفاءات المتخصصة القادرة على خدمة المجتمع وتوجيه مسار تلك الجهات الوجهة الصحيحة والفاعلة , وخلق روح المنافسة والعطاء .
من الجميل ان يكون لنا أنشطة تنتج لنا جيلا واعيا متقيدا بواجباته الدينية والوطنية وتنمي فيه روح الانتماء والولاء لقيادته , ولكن يبقى الاجمل ان لا تكون الانشطة " مطيّة " للوجاهة الاجتماعية , والالتصاق بذوي الوجاهة الاجتماعية والمراكز القيادية لا يدرءان تنحية المقصرين بحق مجتمعهم , في حال كان وصوله للمنصب بالانتخاب .
[U]
ومضة خبر وتغريدة :-[/U]
من الطبيعي ان يتوقع الكاتب والصحفي تفاعل مع اطروحاته , وردة فعل لم تكن بالحسبان , ورغم ذلك لم يدر بخلدي ان يكون لخبر نشرته الصحيفة حول تأكيد خبرها بتأجيل مهرجان الخفجي 34 ردة الفعل التي " اصفها " بأنها كانت متسرعة ومتشنجة من مدير عام المهرجان الأخ / فلاح المري , وبعيدا عن النوايا وبعض اسقاطات التراشق اللفظي , وبعيداً عما تناقلته بعض الاوساط عن كاسب او خاسر في السجال الذي دار حول الخبر , أشدد هنا انني " شخصياً " لست ضد اشخاص بعينهم , وليس لي مواقف شخصية تجاه كائن من كان , وان السجال الذي دار حول خبر الصحيفة , كان سجالاً إختص بعمل وجهد وإنتاج , ويبقى للأخ / فلاح المري مدير عام مهرجان الخفجي 34 المدير التنفيذي للجنة التنمية الاجتماعية , له مكانته المرموقة كناشط مجتهد في خدمة المجتمع , واحد ابناء الخفجي البررة , وان سجالنا لم يتجاوز من وجهة نظري تباين رؤى وقراءات مختلفة لهدف واحد نتشاطر الاهتمام به وهو " كيفية انجاح مهرجان الخفجي 34 " بالزمان والمكان والطريقة المناسبة فقط لا غير , ولذلك وجب التنويه قطعاً للشائعات والتأويلات الخاطئة .
خاتمة :
ليس بمستغرب ظهور من يشخصن النقد او الرأي أو يؤجج المشاعر لغايات في نفسه , ولكن كما يقال تبقى النوايا مطايا ومن اسرار مسيّر الكون رب عالم بالنوايا , فقد قال تعالى في محكم التنزيل بسورة المُلك :
[url=http://www.alraidiah.net/ggg//uploads/images/domain-17906f3fb1.gif][img]http://www.alraidiah.net/ggg//uploads/images/domain-17906f3fb1.gif[/img][/url]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/JUSTIFY]
[COLOR=#FF4500]
* كاتب - ورئيس تحرير الصحيفة [/COLOR]