[CENTER][COLOR=#050500][B][SIZE=5][FONT=Arial]
[COLOR=#001CFF] [SIZE=7]لم هذا الغرور ؟! تبارك الله أحسن الخالقين[/SIZE]
[/COLOR]
[RIGHT][COLOR=#FF2600]بقلم النقيب الطبيب البحري / نايف بن راضي العنزي* [/COLOR]
[/RIGHT]
[JUSTIFY]
أيها الإنسان إنك خلقت من تراب !! ماء مهين ، دافق من طين من صلصال كالفخار من نطفة خرجت من أبيك فاستقرت في رحم أمك فقدر الله بعد ذلك أن تكون أنت نتيجة هذا اللقاء
قال الله سبحانه وتعالى ((ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين.ثم جعلناه نطفة في قرار مكين .ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين))
عندما يدرك الإنسان أصله وهو الطين، ثم النطفة التي لا تكاد تُرى ، يزداد تواضعاً ويتخلص من غروره وتكبره، يقول تعالى :
( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ )
بعد تسعة أشهر : من أكثر الظواهر غرابة في الطبيعة ظاهرة خلق الإنسان! فخلية واحدة تنمو وتصبح أكثر من 100 تريليون خلية ، كيف تحدث هذه العملية ، ومن الذي يتحكم بهذا البرنامج الدقيق ، هل هي الطبيعة ، أم خالق الطبيعة عز وجل ؟
تتسابق النطاف وتقترب نحو البويضة محاولة اختراقها ، والسؤال المهم : مَن الذي علَّم النطفة أن تسلك هذا الطريق في هذا الظلام؟ ومن الذي يسوقها باتجاه البويضة ؟
يقول تعالى: ( أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ )
مجموعة كبيرة من النطاف تحيط بالبويضة ولكن واحدة فقط تخترق البويضة وتشكل الأمشاج ، حيث تختلط النطفة بالبويضة، و“تذوب“ فيها.
الآن لو تأملنا التركيب الكيميائي للنطفة أو للبويضة نلاحظ أنها في معظمها تتألف من الماء ، ولذلك قال تعالى: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ
خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ
يبلغ طول النطفة أقل من جزء من مئة جزء من الميليمتر
يقذف الرجل في كل مرة أكثر من 300 مليون نطفة !
النطفة مزودة بذيل طويل يساعدها على السباحة للوصول إلى الهدف ، حيث ينفصل هذا الذيل عن النطفة ويدخل الرأس فقط في البويضة .
يحوي رأس النطفة كل المعلومات والبرامج اللازمة لإنتاج الجنين ، أي أنه مسؤول عن تحديد نوع المولود ذكراً أم أنثى ، وقد أشار القرآن إلى دور النطفة في تحديد جنس الجنين، يقول تعالى : (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى ) .
بعد اندماج النطفة مع البويضة المؤنثة تبدأ الانقسامات مباشرة ، ثم تذهب البويضة الملقَّحة لتلتصق وتتعلَّق بجدار الرحم ، لذلك يقول تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ )
بعد ذلك يتحول الجنين إلى ما يشبه قطعة اللحم التي عليها آثار المضغ ، ولذلك فقد تحدث القرآن عن هذه المرحلة بقوله تعالى : (ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) ].
جنين عمره 7 أسابيع هل تعلمون كم طول هذا الجنين ؟ إنه يبلغ أقل من 2 سم ، حيث يبدأ تشكل العظام في هذه المرحلة.
مرحلة العظام : في هذه المرحلة يبدأ تشكل العظام ، وذلك خلال الأسبوع السادس حتى الثامن ويستمر تشكل العظام ونموها حتى ما بعد الولادة ، يقول تعالى: (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا).
الذي يحير العلماء: كيف تعلم هذه الخلايا أنها يجب أن تتحول إلى عظام بهذا التوقيت بالذات ؟
في هذه المرحلة يبدأ تشكل العظام ، وذلك خلال الأسبوع السادس حتى الثامن ويستمر تشكل العظام ونموها حتى ما بعد الولادة ، يقول تعالى: (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا).
الخلق الآخر : في هذه المرحلة يأخذ الجنين ملامحه النهائية، فتظهر الأطراف والعيون والأذنين وبقية أعضاء الجسد وتبدأ الحركة ويبدأ النشاط الكهربائي للقلب ، الدماغ معقد جداً ويشغل نصف وزن الجسم ، وتصبح العمليات بعد ذلك عبارة عن نمو هذه الأجزاء واكتمال خلقها ، وتستمر هذه المرحلة لنهاية الحمل ، لذلك يقول تعالى:
(( أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ) )
طول الجنين الآن أقل من 4 سم في هذه المرحلة يأخذ الجنين ملامحه النهائية ، فتظهر الأطراف والعيون والأذنين وبقية أعضاء الجسد وتبدأ الحركة ويبدأ النشاط الكهربائي للقلب ، الدماغ معقد جداً ويشغل نصف وزن الجسم ، وتصبح العمليات بعد ذلك عبارة عن نمو هذه الأجزاء واكتمال خلقها ، وتستمر هذه المرحلة لنهاية الحمل ، لذلك يقول تعالى:
(ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ )
الأسابيع التالية حتى الولادة : يبدأ الجنين بالتطور وتبدأ أعضاؤه بالنمو السريع، ويبدأ بالإحساس وبالضحك والبكاء ويشعر بأمه، ويبدأ يمرِّن نفسه على الرضاعة فيمص أصابعه باستمرار ويفتح ويغلق فمه استعداداً للخروج ليجد حليب أمه !
الأسبوع التاسع: يبدأ الجنين يمص أصابعه ويحرك لسانه ويبدأ يشعر بملامسته لجسد أمه ، وتبدأ الأعضاء التناسلية للذكر والأنثى بالتميز .
الأسبوع العاشر : يبدأ تخلق بصمات الأصابع والأظافر، ويبدأ الجنين بالتثاؤب.
الأسبوع 11 : تبدأ الأعضاء التناسلية بالبروز، تبدأ الأمعاء بالحركة.
(ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)
تأملوا معي حجم الجنين عندما يكون عمره شهراً واحداً حيث يبلغ طوله أقل من 4 مليمتر، وعندما يوشك على الولادة يتضاعف طوله أكثر من مئة مرة
بعد تسعة أشهر يخرج الجنين ليكون طفلاً سميعاً بصيراً يحوي دماغه فقط أكثر من 1000000000000 خلية
كيف يعلم هذا الطفل أن عليه الخروج في هذا التوقيت بالذات ؟؟! إنه الله تعالى القائل( ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً)
يتباهي البشر في هذا العصر بما حققوه من إنجازات علمية وتقنية في شتى المجالات وخاصة في مجال أنظمة الاتصالات وأجهزة الحاسوب وشبكات المعلومات وشبكات الطاقة الكهربائية . ولكن إذا ما شرحت لمن يتباهي بهذه الإنجازات تركيب وطريقة عمل أي عضو من أعضاء جسم الإنسان فإن مباهاته سرعان ما تتلاشى ويرتد إليه طرفه وهو حسير .لقد اعترف العلماء بأن التعقيد الموجود في تركيب الدماغ لا يوجد ولن يوجد في أعقد الأجهزة الإلكترونية التي اخترعها الإنسان بل إن أحدهم قد قال أنه لو تم جمع جميع الحواسيب في العالم وتم ضغطها لتكون بحجم دماغ الإنسان فلن يصل تعقيد مكوناتها تعقيد مكونات الدماغ. وسنبين أن التعقيد الموجود في دوائره العصبية لا يضاهيه التعقيد الموجود في دوائر أضخم الحواسيب الجبارة والتعقيد الموجود في أليافه العصبية لا يضاهيه التعقيد الموجود في أسلاك أضخم الشبكات الهاتفية . أما الوظائف التي يقوم بها الدماغ فإن البشر لا زالوا يقفون عاجزين عن اختراع أجهزة تقوم بمثل هذه الوظائف وعلى القارئ أن يقارن بين الحركات التي يمكن أن يقوم بها جسم الإنسان مع تلك التي يقوم بها الإنسان الآلي أو الروبوت وبين قدرة الدماغ على التعرف على ملايين الأشياء التي شاهدها لمرة واحدة وبين فشل الحواسيب الجبارة على التعرف على أبسط الأشياء . أما قدرة الدماغ على تمكين الإنسان من الإحساس بوجوده وبمشاعره وعواطفه فلا أعتقد أن العلماء سيفكرون يوما من الأيام في تصنيع أجهزة تقلده في فعل.
[/JUSTIFY]
[RIGHT][COLOR=#FF1700]* نقيب طبيب بحري / زمالة في طب المناطق الحرجة
[/COLOR]
[/RIGHT]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER]