... السبب الرئيسي !!!!
بقلم : أ / سطام النماصي *
قال النبي صلى الله عليه وسلم(ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لايحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار) متفق عليه .
مامن أحد إلا ويدعي محبة الله ورسوله بيد أن المسألة ليست بالادعاء والتمني بل بالعمل ومما يؤسف له أن البعض هداهم الله للخير منغمسون في ملذات الدنياوزخرفها الزائل ونتيجة لذلك قدموا ما يحبون من الامور الدنيوية على محبة الله ورسوله !! .
ويحبون أشخاصا لمصالح دنيوية ويسعون لمرضاتهم ولهم عندهم حضوة ومكانة رفيعة. لماذا ؟
هل من أجل أنهم من أهل الخير والصلاح ؟
أم من أجل أنهم يقربونهم إلى الله ويذكرونهم بالتقوى وفعل الخيرات وترك المنكرات ؟ .
الجواب - لا - .
هؤلاء ينتابهم الفتور والتقاعس حيال المبادرة لفعل الخيرات فهم من أكسل الناس في تأدية العبادات وكشف الكربات ولا يفكرون إطلاقا في قضاء حوائج إخوانهم رغم قدرتهم على ذلك ، لكن حينما يتعلق الامر بصفقة أو فرصة دنيويه سرعان ما يتحول الكسل إلى همة عالية ونشاط دؤوب وتذليل عجيب لكل ما يعترض طريقه من عقبات !!
قال الله تبارك وتعالى ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لايبخسون أولئك الذين ليس لهم في الاخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يصنعون ) .
لاريب أن الذي لايبادر في أداء ما أوجب الله عليه من عبادات ويتكاسل في ذلك في حين أنه صاحب همة عالية في طلب الدنيا وملذاتها هو في واقع الامر لم يطبق ( أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ) بل حاله ( أن الدنيا أحب إليه من الله ورسوله ) نعوذ بالله من ذلك . *ولو إدعى خلاف ذلك فالعبرة بالحال والمآل لا بالمقال .
قال عز من قائل ( بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وأبقى )
كيف يمكن لعاقل أن يلتفت وتنصرف همته لدنيا زائله ويهمل الاخرة الباقية ؟
قال أحد الحكماء ( لو أن الدنيا ذهب يفنى والاخرة خزف يبقى لوجب على العاقل أن يختار الخزف الباقي على الذهب الفاني )
فكيف والدنيا خزف يفنى والاخرة ذهب يبقى ! ، لكن الله المستعان الحرمان ليس له حدود !
قال عليه الصلاة والسلام ( يوشك أن تداعى عليكم الامم كما تداعى الاكلة على قصعتها) *. فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ . قال ( بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن ) فقال قائل يارسول الله وما الوهن ؟ قال ( حب الدنيا وكراهية الموت ) .
هل عرفتم الان سبب هواننا وضعفنا وتخلفنا ؟ .
اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولامبلغ علمنا وارزقنا محبتك ومحبة أوليائك