عجبا لأمة رفضت أن تكون خير الأمم
بقلم الأستاذ / غانم بن سليمان البجيدي *
جُبِل الإنسان على حب نفسه ، ويحب أن يكون أفضل من غيره في كل شيء ، فلا يرضى لنفسه أن يكون أرذل الناس ، ولا يرضى لنفسه أن يكون أقل البشر . خلق الله البشرية من آدم عليه السلام وحتى يومنا هذا على شكل أمم تذهب أمة وتأتي أمة غيرها فمنهم الأمة الكافرة ومنهم الأمة المسلمة المؤمنة . ولكن الله عز وجل فضّل أمة محمد عليه الصلاة والسلام وجعلها خير الأمم ، فنفخر نحن بأنّا من أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فبهذا الشرف نكون خير الأمم وهو ما يتوافق مع طبيعتنا البشرية بحب أنفسها وحب أن نكون الأفضل .
قال الله عز وجل : " كنتم خير أمة أخرجت للناس ، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ، وتؤمنون بالله ".
لكن من أهم شروط أن نكون أفضل أمة ؛ أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ، وهو ولله الحمد مغروس في أنفسها فنجد المؤمن الصادق ينصح للخير ويحب للآخرين ما يحب لنفسه فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .
وفي أحيان كثيرة لا يتقبل المخطئ النصيحة ، لذلك أنشئت دائرة متخصصة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمسمى ( هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) وهي تقوم بدورها على أكمل وجهة فهم المفلحون الذين قال عنهم الله عز وجل : " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون " .
وللأسف الشديد تجد هذه المؤسسة الهجوم الشرس من أمة يدعون أنهم خير الأمم وهم تخلوا عن أهم شروطها وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فليس هم بالناصحين ويحاربون الناصحون .
فكيف نرفض أن نكون خير الأمم ؟ وكيف تدعي بأنك من أمة محمد التي جُبلت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنت تحارب هذه الجهة المختصة ؟ لا ينكر أحد الجهد الكبير التي تقوم به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكن من يحاربونها يتصيدون الأخطاء الفردية وترويجها إعلاميا ، وإصدار الأحكام على كل رجال الهيئة بهذا الخطأ الفردي ، ولا يعلم هؤلاء بأن الناقدين أنفسهم للهيئة هم أكثر الناس أخطاءً ، ولو تفرغوا لأنفسهم لكان خيرا لهم .
نسأل الله السداد والتوفيق لرجال الهيئة ، وأن يبعد عنهم من كره أن يكون من ضمن أمة هي خير الأمم بهذا العمل الجليل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
* رئيس مجلس إدارة شبكة الرائدية