[CENTER][COLOR=#050500][B][SIZE=5][FONT=Arial]
[COLOR=#001CFF] [SIZE=7]اللهم إنا نبرأ من جرم بشار ومن خذلان الأمة لأهل سوريا [/SIZE]
[/COLOR]
[RIGHT][COLOR=#FF2600]بقلم الأستاذة / هاجر العتين * [/COLOR]
[/RIGHT]
[JUSTIFY]
فاجعة فُجعتْ بها كلُّ النفوس المؤمنة السوية ، جريمة لم تراع فيها حرمة نساء ولا طفل ، لم تراع حرمة الأنفس المعصومة ، إنه لـمؤلم حقًّا ، ولا يوافق عليها لا شرعًا ولا عقلاً ، فكم من نفس مسلمة أزهقت عجبًا ، أين يذهب هؤلاء بأحاديث الصادق المصدوق ، كقوله : ( ولزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم ) ، وقوله ( لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا). آيات وأحاديث كثيرة ، وفتاوى وقواعد أصولية شهيرة ، فأين العلم ؟ أين القرآن ؟ أين السنة ؟ أين منهج السلف ؟ أين العقل والحكمة ؟ أين قاعدة المصالح والمفاسد ؟ أين فتاوى العلماء ؟ أيعقل أن يُرمى كل هذا جانبًا ويكون الرأي ما نراه ؟!! .
ابشر يا بشار ويا من قتل وحرق المسلمين في رابعة العدوية بجهنم تصلاها صبحت وعشا ابشر يا بشار ويا من قتل وحرق المسلمين في رابعة العدوية فالنار مثواكم إن شاء الله ابشروا يا من قتلتم الأبرياء في مصر وابشر يا بشار بإذن الله لن يخلف وعده فيكم يقول الله تعالى فيها:{ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} النساء:93
ما قمتم به من مجازر وسفك دماء للحق لن يذهب سدى في الآخرة وسترون انتقام الله لكم .
اللهم إنا نبرأ إليك مما يفعل هؤلاء! ونتبرأ إليك من ضعفنا وخذلاننا وقلة حيلتنا فقد مات العدل مع نبي العدل وصحبه ، ماتت النصرة مع المعتصم ورجالات الجهاد الحق من السلف عذرا يا رسول الله نسي حكام المسلمين نهجك فقدوا عقولهم لأجل الكراسي والثبات عليه بالباطل .
رحماك ربي في أطفال سوريا ومصر فقدْ فَقَدَ من تعتز بهم مصر عقولهم وتحول أسد سوريا لكلب عقور مسعور وقتل العدل والإنصاف مع كل نقطة دم هدرت في ساحة رابعة العدوية وبلاد الشام فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " بَعَثَ النَّبِيُّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا: أَسْلَمْنَا، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: صَبَأْنَا ، صَبَأْنَا ، فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ مِنْهُمْ وَيَأْسِرُ ، وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ أَمَرَ خَالِدٌ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَا أَقْتُلُ أَسِيرِي ، وَلَا يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ ، حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ ، فَذَكَرْنَاه،ُ فَرَفَعَ النَّبِيُّ يَدَهُ فَقَالَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ). الله أكبر! حتى وإن كان خالدًا ، نعم حتى وإن كان الخطأ ممن تحب ، فإن الحق أحق أن يتبع ، وعند الخطأ يجب أن يُقال للمخطئ : أخطأت ، وانصر أخاك ظالماً أو مظلوما ، ونصرتُهُ ظالماً بردعه ومنعه من الظلم . عجبًا - إخوة الإيمان - جريمتهم فقط أنهم رفضوا الظلم رفضوا القهر رفضوا الاستعباد وطالبوا بحقهم ونزاهة العدل والديمقراطية التي تشدق بها الغرب وطالبوا بحقهم فيمن يحكمهم وفي من يأخذ بزمام أمرهم . فما كان مصيرهم إلا القتل والحرق والإبادة الجماعية بالكيماوي يا رب إن لك حكما نجهلها فنسألك أن تنصرهم وتجبر كسرهم .
والعجيب أن العالم يتفرج بانشراح لذبح أهل السنة ومن يقول ربي الله . جرمهم مطالبتهم بحقهم .جرمهم أرادوا الشرعية فأصبحوا ارهابيين جرمهم أرادوا حاكما يخاف الله فيهم فأصبحوا مثيري فتن .
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ( 39 ) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ( 40 ) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ ( 41 ) ).
نسأل الله أن ينتقم من عدو الإسلام بشار اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك. ونسأله أن يثبتنا وإياكم على الدين والمنهج القويم .
ثم علينا بالتوبة والاستغفار وتمعر وجوهنا لما يحدث فوالله إنا لنخشى أن ينالنا العذاب بسبب لهونا وخذلننا لهم ، فالمعاصي والذنوب سبب في خراب الشعوب وخلخلة الأمن ؛ لأن الأمن نعمة وأي نعمة ، فمن عصى الله – وهو يتمتع بالأمن والاستقرار – لم يشكر النعمة بل كفرها ، فعاقبة الكفر بالنعم مسطرة في القرآن ، قال تعالى: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} فكل ما أصاب الناس من ضر وضيق نفسي أو معيشي أو أمني ، فرديا كان أو اجتماعيا فبسبب معاصيهم وإهمالهم لأوامر الله عز وجل ، وبعدهم عن المنهج الحق،ونسيانهم شريعة الله..فيجب أن لا نغفل أن الله قد يسلط الناس بعضهم على بعض بسبب إصرارهم على الذنوب والمنكرات دون استغفار وندم وتوبة ، وبسبب كثرة المنكرات دون إنكار لها ، أو تمعر الوجه وتوجع القلب لها ، عن عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ الْعَالِيَةِ حَتَّى إِذَا مَرَّ بِمَسْجِدِ بَنِي مُعَاوِيَةَ دَخَلَ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ ، وَدَعَا رَبَّهُ طَوِيلًا ، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : (سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا، فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْنِ،وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً،سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسَّنَةِ فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا ) رواه مسلم. وفي لفظ للنسائي وأحمد : (..وَسَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُظْهِرَ عَلَيْنَا عَدُوًّا مِنْ غَيْرِنَا فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يَلْبِسَنَا شِيَعًا فَمَنَعَنِيهَا ). فلنتق الله ولننظر في أمرنا ، ولنتب إلى ربنا ، ولنصحح إليه مسيرتنا ، ولنعلم أن هذه العقوبات التي تنزل بنا ، وهذه الفتن التي تحل بالمسلمين إنما لخذلان الحق وتقاعسنا عن نصرة أرض المقدس وأهل الشام ومباركتنا لطغاة مصر وتغييب الجهاد والمجاهدة في سبيله ودورنا فقط دور المتفرج على نكبات الأمة ، فجعل البأس بيننا وولى على بعض بلاد المسلمين من ليس بأهل للعمل بمنهاج أهل السنة والجماعة ولا أهلا للولاية وكان سببا في سفك دماء الأمة إنما هي نُذر من ربنا ؛ أتنتبهون وتستيقظون ، أتأمرون بالمعروف وتتناصحون ، أتنهون عن المنكر وتغارون على دماء إخوانكم التي سكبت في الطرقات وأعراض أخواتكن اللاتي اغتصبن بالسجون لأنهن التزمن بالحجاب وطفولة ابيدت بالكيماوي وأحرقت بالنيران ؟! فها هي القوارع والنذر تصيب النفوس بالقتل والجرح والتشريد ، وقوارع ونذر تصيب الأموال والممتلكات بالنقص والدمار. وقوارع ونذر تصيب القلوب بالشبهات والشهوات التي تصد الأمة عن دين الله ، وتبعدها عن نهج سلفها ، وتعصف بها إلى الهاوية ، وفتن القلوب أعظم وأشد وأسوأ عاقبة من فتن الدنيا ؛ لأن فتن الدنيا إذا وقعت لم يكن فيها إلا خسارة الدنيا..أما فتن الدين فإن بها خسارة الدنيا والآخرة ، {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}.
فمتى سكتنا عن الباطل وقوته والظالم و سطوته والفاجر وعربدته عمنا الله بالبلاء وجعل فينا الهرج والفتن تنتقل في كل أمصار الإسلام دويلة دويلة حتى تفني الأمة بعضها بعضا ، ونفرح أعدائنا بذبحنا بأيدينا فلا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون .
[/JUSTIFY]
[RIGHT][COLOR=#FF1700]* مديرة مركز التنمية الأسرية النسائي بالخفجي ، كاتبة ، تربوية [/COLOR]
[/RIGHT]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER]