[JUSTIFY][COLOR=#010100][SIZE=5][FONT=Arial]
[CENTER][SIZE=7][COLOR=#080A80] التألي على الله [/COLOR][/SIZE]
[/CENTER]
[COLOR=#6F1809]بقلم الشيخ / منصور السويدان *
[/COLOR]
أخرج الامام أحمد في مسنده وأبو داوود في سننه من حديث أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (كَانَ رَجُلانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَيْنِ ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ وَالآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ ، فَكَانَ لا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ : أَقْصِرْ ؛ فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ : أَقْصِرْ. فَقَالَ : خَلِّنِي وَرَبِّي أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبا ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ ، أَوْ لا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ ، فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ : أَكُنْتَ بِي عَالِمًا ؟ أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا ؟ وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ : اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي ، وَقَالَ لِلآخَرِ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ) . قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرتهُ.
حديث عظيم يبين فيه شناعة التجرؤ على الله فهذا العابد كان ناصحا محبا للخير ولكنه تعدى حدوده وتدخل على امر الله وحكمه قال كلمة احبطت اعماله كلها وكانت سببا لدخوله النار والعياذ بالله .
إن من أعظم الذنوب وأكبرها عند الله أن يتألى الإنسان على حكم الله وأمره وعلى قضائه ومشيئته فيتدخل في حكم الله ويتجرأ على الله بالحكم على الناس في أمور آخرتهم .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب.
إن من الناس في هذا الزمان من يتكلم بكلام فيه اعتراض على أمر الله وقضائه فبعضهم إذا مرض له ولد أو مات له ميت قال (فلان ما يستاهل ) أو ما ذنبه حتى يموت وهذا فيه اعتراض على حكم الله سبحانه هل أنت أرحم من الله سبحانه حتى تتجرأ بهذا الكلام والعياذ بالله؟
وبعض الناس إذا ظلمه أحد وأراد أن يدعو عليه قال اللهم اظلمه كما ظلمني وهذا فيه نسبة الظلم إلى الله سبحانه والعياذ بالله والله سبحانه يقول إن الله لا يظلم مثقال ذرة
ومن الأخطاء المنتشرة عند البعض الحلف بغير الله كالحلف بالكعبة أو الذمة أو الشرف أو الأمانة يقول النبي صلى الله عليه (ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم ، من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ) . رواه البخاري
أيّها المسلم ، كم من كلماتٍ يتفوّه بها بعض الناس ولا يدرِي أنه يزِلّ بها في النار أبعدَ ما بين المشرق والمغرب ، ينطِق بكلمة مليئةٍ بالسخرية ، مليئةٍ بالاستهزاء ، مليئةٍ باللّمز بالمؤمنين واحتقار دينهم والحطّ من شأنهم
إذا ما لسان المرء أكثر هذره فذاك لسانٌ بالبلاء موكّل
إذا شئت أن تحيا سعيداً مسلَّماً فدبّر وميّز ما تقول وتفعل
إن من أخطر الأمور عند نزول الفتن كثرة الكلام في أمور العامة ونقل الشائعات المقيضة لأمن المجتمعات والمثيرة للفتن لما يترتب عليها من اثارة للفتن والقلاقل .
ولقد حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - من خطورة اللسان عند الفتن والأزمات إذا تحولت إلى معول هدم ، وجعل خطرها كخطر السيف الذي تسفك به الدماء ، وتزهق به الأرواح ، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ستكون فتنة صماء (بكماء) عمياء ، من أشرف لها استشرفت له ، وإشراف اللسان فيها كوقع السيف " سنن أبي داود" عن أبي هُرَيرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم – قال : ((ستكونُ فتنةٌ عَمياء بَكماء صمَّاء ، مَن أشرَفَ لها استشرفَتْ له ، وإشرافُ اللسان فيها كوقْع السَّيف)). رواه ابو داوود من حديث ابي هريرة
فكم أحدث هذا اللسان من فتن! وكم سفكت بسببه من دماء! وكم ظهر بسببه من صراعات! وكم قطعت من أرحام! وكم سلبت بسببه من حقوق وأموال!
واعلم أنه قد وكل بك ملك عن اليمين وعن الشمال فأما الذي .عن يمين فيحفظ الحسنات وأما الذي عن الشمال فيحفظ السيئات ، فقل ما شئت فالملائكة تسجل لتكون في سجل حسابك بين يدي الله الذي لا يضيع عنده فتيل ولا قطمير، يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا
[COLOR=#6F1809] * تربوي وإمام وخطيب .
[/COLOR]
[/FONT][/SIZE][/COLOR][/JUSTIFY]