جيل الأوراق ، نتاج من ؟؟
بقلم الأستاذة / مطيرة بنت عبدالعزيز الشمري *
لطالما كنا نحتفل بالمعلم الذي صنع أجمل ما في عالمنا ، المعلم الذي تربع على عرش المهن فكان سيدها ، المعلم الذي أؤتمن على جيل لا يعلم ما يصنع من هذا الجيل إلا الله وضميره وحده ، المعلم الذي أودع فيه أمانات كثيرة .
هذه المهنة التي أصبحت اليوم هي أسهل طريق لجمع المال ، وأكثرها إجازات وعُطل وأعظم المهن راحة ، أصبح الجيل عاجزا من عجز هذا المعلم ، كسولا من كسله ، ندر التميز والنشاط وتقديم الأفضل ، قل أن نجد من يؤثر طلابه على نفسه ، من يتعب جداً في سبيل أن يجد ثمرة حقيقية في عقول طلابه ، الآن لو تلاحظون قل الرسوب مع أن المستوى العام للطلاب ليس جيدا بل ضعيف أحيانا ، أصبح التنافس في تميز المدارس والمعلمين حول من هي المدرسة التي لا يوجد فيها رسوب أو قل ذلك وكذلك المعلم الذي يجتاز طلابه مادته ، حينما تكون الفصول دون مراقبة والقلوب دون مسؤولية والضمائر في غفوة يكون كذلك عندما تختصر المادة العلمية كلها بوريقات تسهيلا على المعلم وطلابه تكون العقول فارغة ، نسف للعلم والتعليم وتعويد للطلاب على الكسل وعدم البحث (ألم يعلم بأن الله يرى) ، أصبح طموح الطالب أن يحصل في كل مادة على أوراق وأصبحت المكانة المتميزة لهذا المعلم لأنهم يعتقدون بأنه قد سهل بينما هو عبث بعقولهم ولا يلام الطالب لأنه يبحث عن النجاح بسهوله خاصة المرحلة الابتدائية والمتوسطة وبدأت طوالعها في الثانوية ، فتزف الأجيال لمراحل أعلى ضعيفة غير قادرة على فهم شيء ، يذهلها كل شيء لأنها لم تتعود إلا على السهل فقط ، هذا الجيل (جيل الأوراق) لم يعد قادرا على إثبات نفسه إلا ببذل جهد معه غير يسير فلا تأسيس ولا فهم ولا تعلق بالتعليم ، الأمانة في تقييم المعلم وتقييم رسالته للمدراء والمسؤولين تلك العواطف والخصوصيات لابد من إيقافها ، إن كنتم تخشون من قطع الأرزاق فعلموهم دربوهم رغما عنهم وراقبوهم ، البعض يضع مراقب من الطلاب لمعلميه ربما من حرصه على الحصة لكنه جهل أن المقيم طالب صغير عجز أن يكون هو الراعي المسؤول الذي يسيطر على الأمور دون أن يهين أحد ، خوفا من عتب معلميه أو تذمرهم والبعض يستر ويستر حتى على الحرام ضعفا منه أمام الحق ، هذا غير الظلم والجور وتفضيل قلب على قلب ، حتى المتميز الذي يفني نفسه في إخلاص تجده مهمشاً ، مغموراً ، لا يجد من يشد على يده أو يكرمه أو يريه مكانته أمامه وأمام غيره حتى يحذو الجميع حذوه ، من ليس كفئاً للعمل ليتقاعد ويفسح المجال لغيره ، من يجهل كيف يوصل الخير لغيره ليس عيبا أن يطلب التدريب ، نحن أمام اعصار علمي غلبنا العالم به لنزاهتهم وهم غير مسلمين ولحبهم للعلم ونحن أولى أن نعشقه ، نحن نتخلف عن الركب الذي يقود العالم لأن أساسنا مشلول غير قادر على الحركة ولا أحد ينكر أن أساسنا المدرسة والفصول ، هذا المال الذي تغذي به أطفالك نهاية كل شهر حرام عليهم إن لم تكن مخلصا لأبناء غيرك ، أمامنا كنوز تبحث عن من يكتشفها ، بثوا الفرح في هذه الحصص ، أساليب جذب ، تحفيز، تألق ، اجعلوهم يحبون المدرسة ، لا تكثروا من المطالبة بحقوقكم إن لم تؤدوا ما عليكم من حق ، وجهت حديثي للمعلم وأنا أقصد الجنسين وتكلمت عن التدريس لأنه المهنة التي تحقق لك كل ما تريــــد أو تخذلك أمام مهنة المستقبل التي تنتظرك ، واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله.
* تربوية وكاتبة