[JUSTIFY][COLOR=#010100][SIZE=5][FONT=Arial]
[CENTER][SIZE=7][COLOR=#080A80] ابنك سفيرك [/COLOR][/SIZE]
[/CENTER]
[COLOR=#6F1809]بقلم الأستاذ / محمد الحلو *
[/COLOR]
أخي الأب الكريم اسمح لي أن أدردش معك قليلاً عبر هذا المقال المتواضع والذي نقصد فيه ابنك الغالي الذي هو سفيرك خارج المنزل أمام الآخرين لأن منزلك عبارة عن سفارة وجميع من يكون داخل هذه السفارة المصغرة أنت مسؤول عن مسؤوليته كاملة لأنك انت المالك ومسؤول عمن أنت فيها وإذا سمحت لي أن أُعطي اسما آخراً لهذه السفارة وهي مزرعة المستقبل لأنك تحصد ما زرعت في ابنك داخل أروقة تلك السفارة من حيث التعليم والتوجيه والتأدب والرجولة والكرم وحسن الخلق مع الآخرين ابنك يمثلك خير تمثيل خارج هذه السفارة والذي هو منزلك العامر بسكانه ومن الطبيعي إذا حصل من ابنك خيراً أو عملاً مرغوباً فيه يقال عنه هذا فلان ابن فلان ويقال لك ونعم التربية وإذا حصل منه عكس ذلك اترك الاجابة لان ابنك خارج المنزل ومع زملائه وفي المدرسة وفي الشارع وبين الناس يعمل أشياء انت لا تراها ويقول كلام انت لا تسمعه ويوجد ناس يقيمون الاب من خلال تصرفات أبنائهم وأفعالهم مثلا ، وانت ماشي على قدميك في الشارع أو قائد مركبتك قليلاً ما ترى جدار سليماً من الكتابة عليه من ذكريات وكلام بذئ يشوه منظر ذلك الجدار وكثير ما ترى علب الزجاج محطمة على الرصيف أو في الطرقات والأماكن العامة وكثير ما ترى أضأت المنزل التي تنير طريقنا محطمة والتي تنير الشارع للمارة وحتى دورات المياه في المساجد والأماكن العامة قد لحقها العبث فهل هذه الافعال ترضيك كفرد من افراد المجتمع يشعر بالمسؤولية تجاه وطنه وابنه وأنت تعلم ان جميع ما وضع من الخدمات لك ولغيرك من الناس وهذه متطلبات الحضارة يقول المثل ( الحيطان دفاتر المجانين ) هل ترضى ان احد من ابنائك يتصف بهذه الصفة .
فيجب عليك كأب مخلص كما تدعي ان تزرع في قلب ابنك حب الوطن واحترام الاخرين والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة وممكن ان يكون قدوة وداعية لأصدقائه في العدول عن تلك الافعال السيئة والتي تشوه منظر وطنهم والتي تنشأ معهم حتى يصبحوا رجال الوطن وآباء قدوة لأبنائهم في المستقبل لان من ( شب على شيء شاب عليه )
فيجب علينا ان نحافظ على مدينتنا ولكي نكون واجهة حضارية تسر الزائر من خارجها لكي يجد ما يسره سواء في الشوارع او في الكورنيش أو في الحدائق العامة ومن المؤسف ان هذه الاشياء غير متوفرة في محافظتنا وكلما رفعنا رؤوسنا أو توجهن في نظرنا وجدنا أمور لا تسرنا من تكسير وتحطيم انوار الشوارع ودورات المياه ووجدنا الرمل على الرصيف ونجد الابن يرمي المهملات على الرصيف وفي الطريق وتجد الأب لا يحرك ساكن ولا يقوم بدوره كموجه لابنه ومسؤول امام الله والناس اين انتم عن تطبيق السنة النبوية حيث حثنا ديننا على اماطة الأذى عن الطريق وما يفعله هو اذى بحد ذاته وهو غير مدرك اليوم لهذه الاعمال التي لا تمت للمسلمين وللحضارة بصلة ومع الاسف الشديد انك اذا احتجت دورة المياه ستضطر أسفاً لإنهاء نزهتك للتوجه لبيتك حيث أن دورات المياه غير صالحة للاستخدام حيث انه لا يوجد بها غير الجدران كل شيء فيها قد تحطم وعبث به وفي هذه اللحظة تقف حائراً وتسأل نفسك متى نصل الى مستوى الحضارة والتطور العقلي والفعلي ونشعر بان هذه الممتلكات كلها لنا ولغيرنا ومن ثروات بلادنا الغالي .
وعندما تنظر الى المسطحات الخضراء تجد مئات الاكياس الفارغة والتي تأتي من المطاعم وعلب المرطبات والعصائر مبعثرة في كل مكان وقد شوهت المنظر والحاوية ليست بالبعيدة ولكنها ثقافة مجتمع والمصيبة الكبرى ان ابنائك ويرون ماذا تفعل لماذا لا تكون قدوة حسنة لهم ؟ وتضع مخلفاتك في الحاوية المخصصة للنفايات حتى يعرفوا معنى النظافة ولماذا تجعل عامل النظافة البسيط يقدم نقداً صامتاً عليك ايها المواطن الغيور على بلدك كل القضية نصف دقيقة وتجعل مكانك نظيفا لشخص اخر قد يأتي بعدك او زائر من خارج المحافظة وتنظيف مكانك لن ينقص منك شيئا بل تشكر على ما فعلت اما ابنائك والآخرين لأنك انت قدوتهم ونكون قد امتلكنا جزءاً بسيطاً من الحضارة والثقافة وعلمنا اولادنا معنى النظافة واحترام الاخرين وأعطينا جزء بسيط من واجبنا تجاه وطننا
واسمح لي ايها الاب ان اقول لك كلمة في نفسي مع شديد الاسف انه كثير من الاباء بحاجة الى توعية وتثقيف والأمل في اولادنا وأحفادنا ليحترموا ويقدروا اشياء أنشئت وأقيمت من اجلهم وفي الختام ابنك كالشجرة اذا اعتنيت بها اعطتك ثمراً وظل تستظل به ورائحة زكية طيبة .
[COLOR=#6F1809] * عضو ديوانية حي الريان بالخفجي
[/COLOR]
[/FONT][/SIZE][/COLOR][/JUSTIFY]