[FONT=Arial][SIZE=7]
[B] [COLOR=#0033FF][CENTER] ثقافة التمرد وسياسة العناد !!! [/CENTER] [/COLOR] [/B] [/SIZE] [/FONT]
[JUSTIFY][COLOR=#090904][B][SIZE=5][FONT=Arial]
بقلم / أ- نوف العايد [COLOR=#FF1F00]*
[/COLOR]
من المتعارف عليه أن هناك قوانين وأنظمة تسود الدول ومعمول بها من قبل شعوبها ومن يحاول الصعود عليها يقع بجحيم العقوبات الصارمة , الالتزام والاحترام هو كفيل لحماية الحقوق للدولة وللمواطن , طبعاً لا ينطبق هذا التعارف علينا ولسبب بسيط وبدون مبالغة لو قلت نحن السعوديون أكثر شعوب العالم تجاهلا لتلك اللوائح بل نكتفي بمسماها فقط من غير تنفيذ رغم سنها من قبل الدولة ووضع العقوبات , والسبب أن المواطن السعودي لا يعترف بقانون الالتزام أو الاحترام اتجاه الأنظمة والقوانين بل يضربها بعرض الحائط , ويضع لنفسه تشريعاً وفق مزاجه وأهوائه .
الدولة تعمل جاهدة من أجل زراعه سياسة اللين والتقارب والمحاببة بين الأنظمة والقوانين وبين المواطن لسلامته وحمايته من الوقوع بالأسوأ , ونشر ثقافة الحرص والتقيد لكى لا ينزلق وراء الأهواء الخداعة .
ومع كل الجهود المبذولة من الدولة ليصبح السعودي مثال يحتذى به , تبرز الثقافة الجديدة التي يتبعها أغلب المواطنين وهي ( ثقافة التمرد وسياسة العناد ) ويعملون بها , ولعل خير مثال لهذه الثقافة والسياسة السائدة ما يحدث هذه الأيام حيث تتعرض المملكة لتقلبات مناخية وأجواء قاسية تشهدها سماء المناطق والمحافظات والقرى من أمطار وثلوج .وهناك إعلانات مسبقة وتحذيرات من قبل هيئة الأرصاد الجوية وهناك خطط واستعدادات هائلة يقوم بها كل من قطاع حرس الحدود والدفاع المدني والمرور والشرطة وأمن الطرق والطيران الجوي والهلال الأحمر إضافة إلى القطاع الصحي بكل منسوبيه وتخصصاته ، وتوزيع الارشادات التي تساهم بها تلك الجهات من خلال الإعلام المرئي والمسموع والمنشورات الموزعة بكل مكان وذلك للبعد عن الأماكن الخطرة من مجرى السيول والأودية والانحدارات الأرضية والسباحة وغيرها وغيرها .
نجد التمرد والعناد من أغلبية المواطنين وفعل العكس من تجاوزات وتجمهرات بأشد المواقع خطورة على حياتهم متحدين كل ما تفعله الدولة والجهات الأمنية لأجلهم ، وعدم الانصياع للوائح والأنظمة التي تعمل علي راحتهم.
ولكن للآسف قد يكلفهم ذلك حياتهم ويشعرون بالندم بعدما يقع الفأس بالرأس ويضعون تعب وسهر وخوف كل رجل أمن خلف ظهورهم ويحملون الجهات الحكومية والدولة مسؤولية ما حدث لهم ، رغم أن ما حدث ما هو إلا نتيجة تمردهم وعنادهم .
ناهيك عن مثيلاتها من أنظمة مرورية وبيئية وغيرها والتي تواجه الإهمال والتسيب واللامبالاة ونتائجه حصد المزيد من الأرواح.
ثقافة التمرد وسياسة العناد جعلت المملكة تتصدر دول العالم بنسبة الحوادث والوفيات وبمختلف الأعمار فمتى نستطيع محوها ؟
لا ينكر أحد بأن السعودي يملك علم وفير جداً وتطوير لذاته لكن هناك سؤال ، لماذا السعودي يطبق القوانين والأنظمة بالخارج للدول التي يذهب إليها ، بينما ببلده يتجاهلها ولا يعيرها أي اهتمام ؟ هل لضعف منظومة العقوبات وعدم استحداث الجديد بهذا الشأن أم عدم تعميد المواطن لنفسه لقلة الوعي ؟ سؤال أضعه على طاولة المواطن أولا ثم المسؤولين ثانيا .
وختاما أرفع القبعة احتراما لكل إخواننا الجنود الذين يضحون بحياتهم من أجلنا .
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/JUSTIFY]
[COLOR=#FF2E00]* إعلامية وكاتبة .[/COLOR]