كيف يكون ابنك مميزا
بقلم / د. محمد بوشهاب *
التميز: هو أن يكون الشخص الأفضل في كل شيء.
التميز في العبادة: أن يكون الشخص اعبد الناس.
التميز في الأخلاق: أن يكون الشخص أفضل الناس خلقا.
التميز في البر: أن يكون الشخص ابر الناس.
التميز في الحياة الزوجية: أن يكون الزوج أفضل الأزواج بالنسبة لزوجته. (( حديث أم زرع)).
التميز في الأبوة: أن يكون الأب أفضل الآباء.
فإذا أراد الأب أن يكون ابنه مميزا فعليه بفعلي الآتي:
1- أن يبدأ الأب بنفسه فيسعى للتميز في كل شيء، بحيث يصبح طلب التميز مبدأ من مبادئ الحياة عنده.
2- أن يربي الأب ابنه تربية علمية صحيحة، وهي:
• أن يقوم الأب وألام كلا منهما بحسب دوره في تربيه الأبناء، فلا تترك التربية على الأب أو الأم، بل لا بد من أن لا تتعارض تربيتهما لأنه من أهم الأسباب التي تقوي السلوك السيء.
• التوسط في كل الأمور فلا يدلل ولا يهمل _ يعتبران سببان من أسباب الانحراف_ ولا يقدم احدهما على الآخر ولا يقسوا _ يعتبر سببا من أسباب التوحد_ولا يلين.
• قضاء الوقت اللازم مع الأطفال لتربيتهم، فإذا أردت أن تكون من أكثر المؤثرات تأثيرا في سلوك أبنائك، (( المؤثرات في سلوك الطفل، قد تكون داخليه كالتلفاز _ وقفه مع التلفاز فهو يعتبر سلاح ذو حدين على الأطفال وغيرهم، فقد أثبتت الدراسات انه من أكثر المؤثرات تأثيرا إلى طالت المشاهدة، بل أن حالات العنف وغيرها تكتسب من التلفاز، وما يلحقها من الألعاب كالسوني وغيرها_ والأخوة والأقارب، وقد تكون خارجية كالمدرسة، والمجتمع)) فلتقضي معهم أكثر من ست ساعات يوميا، أما إذا قضيت معهم أربع ساعات فيكون تأثيرك مساويا للمؤثرات في سلوكهم، وإذا قضيت معهم اقل من ساعتين فيكون تأثيرك اقل المؤثرات عليهم، فلا يسمعوا لوالدهم ويتجاهلونه وغيرها من السلوك السلبي.
• التواصل مع كل ما يقضي الطفل معهم أوقات باستمرار كالمدرسة، وذلك لكي يعرف سلوك ابنه عندهم من اجل مقارنتها مع سلوكه في المنزل، ومحاسبته.
• تعزيز السلوك المحمود، ومعالجة السلوك السلبي.
السلوك إما يكون سلوكا فطريا كالبكاء عند حدوث الألم، أو مكتسبا كالصدق والأمانة وغيرها، ( فيشمل ما يتعلمه وما كان مختزن في ذاكرته)، فعلى الأب أن ينظر إلى ابنه فإن كان السلوك المرغوب فيه لا يعرفه أبنه فعليه تنمية فيه كالصدق مثلا فيذكر له أهمية الصدق ومن ثم إذا صدق في كلامه فعليه تعزيزه بعد ذلك بإحدى المعززات التي ستأتي معنا لاحقا، إما إذا كان السلوك الغير مرغوب فيه قد مارسه ابنه، فعليه معالجته بإحدى الطرق كما سيأتي معنا.
ذكر سكنر ( في نظريته وهي نظرية التعلم الإجرائي)، وهو احد علماء النفس أن المتعلم بين نوعين أحدهما السلوك الاستجابي (الفطري)،والآخر السلوك الإجرائي وهو
يركز على السلوك الإجرائي في نظريته ، ومثال السلوك الاستجابي ، بكاء الطفل إذا أحس بألم، فهو سلوك فطري يحصل استجابة لحدوث الألم، أو استجابة إغماض العين نتيجة نفخ الهواء فيها، فهذا يعتبر استجابة فطرية غير متعلمة في الأصل.
ومثال السلوك الإجرائي، إذا حدث البكاء بقصد جذب انتباه والديه، فنلاحظ أن البكاء في المرة الأولى كان طبيعيا لكونه نتيجة لحدوث الألم، بينما هنا تعلم الطفل أن البكاء يثير انتباه والديه، وليس نتيجة للشعور بألم بل كان متعمدا، لأنه يهدف من وراءه جذب انتبه والديه، فيتعزز عنده هذا السلوك، فإذا أردنا أن نعالج هذا السلوك فلا بد من التعرف على سببه، فإذا كان نتيجة لأمر طبيعي كالألم، فيستجاب لهذا البكاء، وإن كان لجذب الانتباه، فلا يستجاب له، فسيتركه إذا لم يجد نتيجة من وراءه.
فنلاحظ أن السلوكيات التي تتبع بتعزيز تتقوى لدى الطفل ويتكرر استخدامها، في حين إذا تبعت بعقاب تقل احتمالية تكرارها كما سيأتي معنا.
طرق تعزيز وعلاج السلوك:
تعزيز السلوك: يقصد به أي حدث سار يتبع سلوكا ما بحيث يعمل على تقويته واستمراره، وبعبارة أخرى هو ما يكافئ عليه الشخص نتيجة لفعله لسلوك مرغوب فيه من اجل تقويته واستمراره.
إما معزز خارجي وإما داخلي.
أنواع المعززات الخارجية:
1. المعززات المادية: وتشمل الأكل والألعاب والحلوى والمبالغ النقدية والشراء.
2. المعززات الاجتماعية: (المعنوية): وتشمل المدح والثناء والابتسامة والتقبيل والتصفيق.
3. المعززات الرمزية: الرموز والعلامات والنجمات.
المعزز الداخلي يتمثل بحالة الإشباع لدى الطفل وحصول الرضا لديه وتحقيق المتعة والسرور، وهي تحدث بعد المعزز الخارجي.
وأثبتت الدارسات أن المعزز المعنوي أكثر تأثيرا من غيره في تقويه السلوك واستمراريته.
اجراءت التعزيز الخارجي: يمكن استخدام التعزيز الخارجي لتقويه سلوكا ما وفقا لاجرائين مختلفين:
1. التعزيز الايجابي:
ويعرف هذا التعزيز من خلال الإضافة، وهو إتباع السلوك المرغوب فيه بمثير معزز بغية تقوية و تكراره، مثل تقبيل الطفل ومدحه إذا قام برمي النفايات في الأماكن المخصصة لها. فالمدح هنا جاء بعد فعل الطفل للسلوك المرغوب فيه والهدف تقوية هذا السلوك.
2. التعزيز السلبي:
ويعرف هذا التعزيز من خلال الإزالة، وهو استبعاد المثيرات المؤلمة أو الغير المرغوب فيها من بيئة الطفل كنتيجة لقيامه بسلوك مرغوب فيه، وذلك من اجل تقويه هذا السلوك، ومثال ذلك تخفيض النسخ على الطفل من خمس صفحات إلى صفحتين، وذلك نتيجة لقيامه بترتيب غرفة نومه.
علاج السلوك:
العقاب: هو إجراء مؤلم أو مثير غير مرغوب فيه يتبع سلوكا ما بحيث يعمل على إضعافه وعدم تكراره، مثال توقف الطفل عن ضرب أخيه الأصغر منه بسبب توبيخ والديه له.
المثيرات العقابية إما أن تكون خارجية أو داخليه.
أنواع المثيرات العقابية الخارجية:
1. المثيرات العقابية المادية: وتشمل الضرب.
2. المثيرات العقابية الاجتماعية: (المعنوية): وتشمل التوبيخ والشتم والتجاهل والهجر.
3. المثيرات العقابية الرمزية: وتشمل المنع من فعل شيء محبوب، كالمنع من اللعب.
المثيرات العقابية الداخلية هي شعور الطفل بالندم وبالأم وتأنيب الضمير.
إجراءات المثيرات العقابية الخارجية:
يمكن استخدام العقاب للتقليل من احتماليه حدوث استجابة ما وفقا لاجرائين مختلفين هما:
1. العقاب الايجابي:
وهو يعرف من خلال الإضافة ، وذلك يتم بأتباع السلوك الغير مرغوب فيه بمثير مؤلم بهدف التقليل أو إضعاف هذا السلوك، مثل توبيخ الطفل أو ضربه عندما يأتي بسلوك سلبي.
2. العقاب السلبي:
وهو يعرف بالإزالة، وذلك بإزالة حدث سار من بيئة الطفل كنتيجة لقيامه بسلوك غير مرغوب فيه، بهدف عدم تكرار هذا السلوك، مثال ذلك حرمان الطفل من اللعب عندما يعصي والدته.
ملاحظه:
عدم الخلط بين إجراءات العقاب السلبي والتعزيز السلبي:
فتعزيز السلبي يستخدم للحفاظ على سلوك مرغوب فيه وزيادة تقويته من خلال إزالة شيء غير مرغوب فيه من بيئة الطفل.
بينما العقاب السلبي يستخدم لإزالة سلوك غير مرغوب فيه من خلال إزالة حدث سار من بيئة الطفل.
ممارسات تؤدي إلى زيادة السلوك السلبي:
ويتمثل في:
1. الضرب العنيف.
2. التوبيخ أمام الأطفال، أو الطلاب.
3. الاستهزاء .
4. الإهمال.
5. ذم الطفل أمام الغير.
الخلاصة:
إذا طبق الأب أو الأم هذه النقاط السابقة مع كونه قدوة حسنة، وفق بإذن الله للتربية الحسنه والتي من نتائجها أن يكون ابنه مميزا بإذن الله.
لذلك اعلم بان تربية أولاد بيد فتستطيع أن تجعلهم قادة.
* دكتور في جامعة قطر