[JUSTIFY][size="5"][font="arial"][color="black"]
[SIZE=7][COLOR=#084E9C] ورحل باني المساجد .. [/COLOR]
[/SIZE]
[RIGHT][COLOR=#811507]بقلم : الشيخ / مصطفى نمر * [/COLOR]
[/RIGHT]
"موعدنا يوم الجنائز" كلمة قالها الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله لمخالفيه.
في جنازة مهيبة شيع أهالي الخفجي (مواطنون ومقيمون) يوم أمس الثلاثاء رجل الأعمال الراحل حمد بن صالح القاضي (أبو هاني) رحمه الله.
عرفت الرجل منذ كان موظفا في شركة الزيت العربية، عرفته ملتزما بأداء الصلوات الخمس مع الجماعة، بل يحضر مبكرا للمسجد فيقرأ ما يتيسر له من كتاب الله حتى موعد إقامة الصلاة، أسأل الله أن يتقبل منه.
أما أعماله الخيرية، فتشهد له الهيئات الخيرية المختلفة في هذه المدينة الطيبة.
رجل سخر ماله لآخرته، ينفقه في بناء المساجد داخل المملكة وخارجها، ومساعدة الفقراء على اختلاف جنسياتهم، وكفالة الأيتام وغير ذلك.
عرفته عن قرب، حيث كنا نسبح يوميا بعد العصر، يتخلل ذلك الأحاديث الودية، ويكفي أن أذكر حادثة واحدة في هذا المقام ليقتدي الناس بهذا الرجل في حبه وبحثه عن عمل الخير. فقبل عدة سنوات كنت على وشك السفر إلى بلدي لقضاء الإجازة الصيفية كالعادة، فسألني: ألا يوجد لديك عمل خير أشارك به؟
قلت: نعم يوجد عمل خير، ولكن للأسف يبدو أنه لا مجال لك للمشاركة فيه.
فقال مستغربا: ما هو؟ كيف؟
قلت: بناء مسجد جامع في الأردن، وقد تعهد أحد الإخوة بتكاليف المسجد كاملا واشترط علي أن لا يشارك فيه أحد بريال واحد.
فقال لي: أرجوك أن تقنعه أن يكون ثمن أرض المسجد فقط على حسابي، وهو يبني المسجد كاملا. قلت: سأعرض الموضوع عليه وسأضغط عليه لتحقيق طلبك. فشكرني رحمه الله وقال: موعدنا غدا. قلت: إن شاء الله.
وفي المساء ذهبت إلى بيت الرجل وأقنعته برغبة أبي هاني في المشاركة بثمن الأرض فقط، فوافق بعد إلحاح. وفي اليوم التالي حيث التقينا في البحر قال لي: بشر يا أبا محمد. قلت : أبشر، فقد وافق الرجل، ففرح كثيرا وقال: إذن ادفع أنت ثمن الأرض مهما كان ثمنها، وحين ترجع من الإجازة أدفع لك ثمنها.
وكان ما أراد وشكرني فرحا مسرورا.
رحمك الله يا أبا هاني رحمة واسعة، وغفر ذنبك، وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة، إنه ولي ذلك والقادر عليه
[RIGHT][COLOR=#811507] * كاتب ومعلم ، ومدير الإشراف في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالخفجي [/COLOR]
[/RIGHT]
[/color][/font][/size][/JUSTIFY]