[CENTER][COLOR=#050500][B][SIZE=5][FONT=Arial]
[SIZE=7][COLOR=#083AB3] نمحو الذنوب بهجرة جديدة [/COLOR]
[/SIZE]
[RIGHT][COLOR=#AD2102]بقلم : أ. مريم سويد *[/COLOR]
[/RIGHT]
يقول الله تعالى : " إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه ﻻ تحزن إن الله معنا ".
يطل علينا عام هجري جديد ليذكرنا بهذا الحدث الجلل وهو ذكرى هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم بعدما أجدبت مكة من دعوة الإسلام من بعد الاضطهاد و الظلم و النكران ، من بعد تحالف المشركين على الإثم والعدوان "وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك " .. فلم يكن أمام الحبيب عليه الصلاة و السلام إلا أن يحمل في قلبه رسالة ربه و يقطع بها الفيافي و الأميال ، و كيف ﻻ .. إنها أعظم رسالة أﻻ وهي الإسلام ، رسالة تستحق أن نضحي من أجلها بالنفس و المال و الولد .
ها هو النبي صلى الله عليه وسلم يتخذ الرفيق قبل الطريق سيدنا أبا بكر الصديق .
ها هو أبو بكر يعد الراحلة و يستأجر من يدلهم علي الطريق رغم أنه كان مشركا آنذاك عبد الله بن أريقط
و ها هو سيدنا علي رضي الله عنه و أرضاه يفدي روح المصطفى بنفسه ليرد عنه الأمانات لأهلها.
وها هي أسماء ذات النطاقين تحمل الطعام إليهم في غار ثور .
وها هو عامر بن فهيرة يمر بالأغنام كي تعمي آثار الأقدام
وها هو النبي صلى الله عليه وسلم يربت على كتف أبي بكر الصديق عندما قال لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا فقال له : " ما ظنك باثنين الله ثالثهما".
يا الله .. كم كانت ثقتهم بالله عالية و الله دائما عند ظن عبده به ، فماذا لو أحسن كل منا ظنه بالله .. ماذا لو كنا على يقين أن النصر بيد الله .
ماذا لو اتحدنا من أجل رسالة سامية ، و نلبي نداء المولى عز وجل " وتعاونوا على البر و التقوى و ﻻ تعاونوا على الأثم و العدوان ".
فها هم اتحدوا رغم الصعاب ، رغم العوائق ، رغم القتال ، رغم المشقة تكاتفوا و تعاونوا و حققوا النصر بفضل الله ، و نشروا الإسلام في ربوع الأكوان ، فقد كانوا حقا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .
فهلموا بنا نقتفي آثارهم و نكون خير خلف لخير سلف .
فماذا لو هجرنا نحن أيضا مثلهم ، رغم أنه ﻻ هجرة بعد الفتح و لكن جهاد و نية .
فماذا لو هجرنا الذنوب إلى التوبة ؟
فماذا لو هجرنا المنكر إلى المعروف؟
ماذا لو هجرنا ما نهى الله عنه إلى ما أمر الله به؟
ماذا لو هجرنا ذل الشهوات إلى عز الطاعات؟
ماذا لو هجرنا الظلم و نشرنا العدل في كل مكان؟
ماذا لو هجرنا الظلمة للنعم بالضياء؟
ماذا لو هجرنا الفرقة و اتحدنا من أجل الطهر و النقاء؟
دعونا نبدأ من جديد ، دعونا على أسس الهداية ننهض بجيل رشيد ، دعونا نمحي الماضي الأليم بتوبة صادقة و نية خالصة بهجرة إلى طاعة المولى عز وجل و إتباع سنة الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام .
و كما قال الله تعالى: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا ".
صلى عليك الله يا علم الهدى ما هبت النسائم و ناح على الأيك الحمائم
و أحسن منك لم ترى قط عيني ، وأجمل منك لم تلد النساء ، خلقت مبرأ من كل عيب ، كأنك خلقت كما تشاء .
[COLOR=#C00F04][RIGHT]*كاتبة وأديبة ، مشرفة الأنشطة الأدبية النسائية في صحيفة الرائدية [/RIGHT]
[/COLOR]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER]