[CENTER][COLOR=#000000][SIZE=5][FONT=Arial]
[SIZE=7][COLOR=#4B036E] حصان أجهده مرضى [/COLOR]
[/SIZE]
[RIGHT][COLOR=#881B08]بقلم : نهار بن ناصر السهلي*[/COLOR] [/RIGHT]
تدخل أحد المجالس فتراهم مشرقين مغربين جعجعة بلا طحنا وذلك بحجة النقد ، هذا الحصان المسكين الذي ابتلي هذا الزمن بمرضاه فكل يشعبه بجهل وحماقة ، تسمع ضجيج يتلاطم موجه يمنة ويسره وكله يرى نفسه الأصح والحقيقة لا نتيجة إلا علو صوت ، وإزعاج جمع ،وانتصار لذات وهوى ، ولو اطلعت إعلاميا ( تويتريا أو غيره) لوجدت العجب العجاب ، فبحجة النقد أيضا والشفافية ، انقلب الجمع جله إلى نقاد ، وفي كل الاتجاهات ، بل تحس معهم كل ما يحدث هو خطأ ، ولكثرة المنتقدين بكسر القاف وقلة المنتقدين بفتح القاف رجع بعضهم إلى بعض ليتعاركوا الحروف والكلمات وبلا أسس ، وبإسفاف مزعج ، متناسين أو متجاهلين أو ربما لا يدركون مفهوم النقد الصحيح وإنه لا يقتصر على التقييم فقط بل لابد إن يرتبط بالتقويم والتعديل ، وإيجاد الحلول ، وذلك للارتقاء لا الهدم وإنه لابد إن يصدر من متخصص له تاريخه في المجال المستهدف نقده ، وإنه لابد أن يكون مراقبا للامتدادات السابقة لهذا العمل فيطلع على تاريخه وظروفه المحيطة به ، ليحدد نقاط القوة فيعززها ونقاط الضعف ليقومها بكل عقلانية وموضوعية وحياد ، أيها الأحبة لنتذكر دائما بأن النقد باب من أبواب التكامل والتلاقح الفكري الهادف ، فدعونا بالله عليكم نفكر سويا بأي لغة ممكن إن نتحاور وبأي أسلوب ممكن أن نؤثر ؟ ولنراجع أنفسنا ولنتأدب مع من نتحدث فلكل مقام مقال ، ولنتذكر قصة الحسن والحسين رضوان الله عليهما عندما أرادا أن ينصحا شيخ للوضوء السليم ، ففكرا بطريقة رائعة تنم عن هدف سام ونية صادقة خالصة وحياء وأدب ، إذ قالا له : يا عم اختلفنا ونريد أن تحكم بيننا أينا يتوضأ بشكل صحيح ؟ فتوضئا أمامه بشكل صحيح فلما فرغا قال لهما : ( بأبي أنت وأمي ، كلاكما توضأ صحيحا ، إما أنا فلم أحسن الوضوء ، وها أنا قد تعلمت منكما ).
[RIGHT][COLOR=#881B08]* كاتب وتربوي [/COLOR] [/RIGHT]
[/FONT][/SIZE][/COLOR][/CENTER]