[FONT=Arial][SIZE=6][B][COLOR=#0024FF][CENTER] نقطة نظام [/CENTER] [/COLOR][/B] [/SIZE][/FONT]
[JUSTIFY][COLOR=#080804][B][SIZE=5][FONT=Arial]
بقلم :- الدكتور / هاني المطارنه [COLOR=#FF1F00]*
[/COLOR]
أقمت في ثغر الخليج العربي الباسم مدينتي التي عشقت – الخفجي – نصف عقد من الزمان ، أحسبها كواسطة العقد من العمر ، عايشت خلالها أعرافاً وعادات أصيلة ذات تجذير عقدي المرجعية ، كالكرم النبوي ، وإغاثة الملهوف ( هبة ريح ) وإعانة ذي الحاجة ، والتعاون على البر والتقوى ، والعمل التطوعي الذي يُعد نموذجاً يُعبر عن روعة الانتماء وقمة الوفاء ، ومجالس الخير في الديوانيات ، ، وغيرها الكثير،
لا أريد الاستطراد حتى لا تطول الجادة وتبتعد الغاية .
وهنا - نقطة النظام – لمداخلة تتحدث عن سلوكيات قد تكون ظواهراً اجتماعية وقد تصل إلى حد العرف الاجتماعي .. وإن كانت كذلك فإنها تستدعي التوقف والتأمل ،، لن أضع حلولاً لكني سأذكرها على شكل قصص قصيرة عايشتها معاينة ً واقعية .
أولاً : اتصلت بي إحدى بناتي الطالبات حين دخولي لاستديو المحاضرة تستأذن بعدم
الحضور ، وحين سألتها عن عذرها كإجراء أكاديمي ، ذكرت لي : أنها
ليست من الخفجي وتقيم ببيت عم لها لغايات الدراسة ، وقد أخذ عمها سائق العائلة الهندي منذُ الصباح ولا تجد وسيلة للوصول إلى الكلية ، فقلت لها : ليوصلك أحد أبناء عمك يا ابنتي ، فقالت لي ( والله ) : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فقلت : يا ابنتي ما نطقت ُ كفراً فلمَ الاستعاذة ؟ وهل السائق الهندي الكافر أكثر آماناً عليك من ابن عمك ؟!
ثانياً : دعاني أحدُ الأحبة من أهلي بالخفجي لزيارته لاحتساء القهوة بعد صلاة
العشاء ، وفعلاً لبيت الدعوة بمعية أحد الأخوة الخفجاويين ، وقد شاهدت في
إحدى زوايا الديوانية فراشاً للنوم ، فأشرتُ إلى لرفيقي بما شاهدت ، فما كان منه إلا أن سأل صاحب الديوانية بجرأة ، وعجبت حين أجاب بأنه ينام في الديوانية ، ولديه غرفة نوم بمبلغ مرقوم ، وتجمعه بأهله علاقة طيبة !!
ثالثاً : في إحدى محاضراتي عن القضايا الوجدانية في الفكر التربوي الإسلامي
بمبحث فقه الأسرة ، ذكرت لي إحدى بناتي الطالبات بأنها تجاوزت العشرين من عمرها ولا تذكر أن والدها قد تناول الطعام مع أولاده وبناته على سفرة واحدة !!
رابعاً : كنت جالساً في إدارة الكلية وخرجت لبعض شأني ، وإذا بأحد الزملاء في الإدارة يلحق بي ليشير إلى أحد الأشخاص بطرف خفي قائلاً : أترى ذلك الشخص ؟ فقلت نعم ، فقال لي : إنه متزوج منذُ سنوات عديدة وله من الأطفال أربعة ولم ير وجه زوجته لليوم !!
سأقف هنا فكفى من العقد أوسطه ، تاركاً الأمر لكل ذي حجر من إخواني أن يدلي بدلوه ، وظني أن دلاءهم لن تخرج إلا اللألئ ..
[COLOR=#FF1700]* أستاذ بقسم التربية وعلم النفس بكلية العلوم والآداب للبنات بالخفجي ( جامعة الدمام ) سابقًا .[/COLOR]
[/FONT][/SIZE][/B][/COLOR][/JUSTIFY]