العسكر بين الشدة والوجدان
بقلم / مجدي غرسان
أهلا بالجميع .. في أسبوعي الثالث يتكرر شكري لمدير عام شبكة الرائدية على ترحيبه وليس أجمل من ذلك سوى كرمه ولطفه .
يقال قديما ( أنه من الصعب هز مشاعر الرجال الذين يميلون للحرب كالأغريق مثلا - زمن أخيل- وإذا حدث مرة بدافع الشفقة فإن شكلا من الدوخة يصيبهم فيشعرون أن هناك شعورا دينيا يهزهم ويجبرهم على الشفقة والرحمة ثم يبدون تحفظهم بتلك الحال )
والحقيقة أنني لا أرى ذلك صحيحاً وما نشاهده من تعابير يرسمها العسكر بشكل أو باخر لا سيما في الظروف الراهنة وما يحدث في الحدود الجنوبية وكذلك الشمالية في بلدنا على المستوى الداخلي وما يحدث كذلك على المستوى الخارجي . نجد أن هناك أحاسيس مرهفة تتجلى في مقاطع شعرية تارة توحي بالحنين للمكان والزمان وتارة ترسم لنا الشموخ والصمود ومرات تجدها حماسية أو ساخرة .
أن تجريد العسكر من العاطفة والذوق الأدبي أمر غير صحيح ولا يمكن بأي حال أن يقبله عاقل , والدليل أن الابداع يخرج من رحم المعاناة .
فمن يصور لك مشاعر القسوة والغربة وأصوات الموت تحيط بالمكان وهو في زاوية يتوارى خلف ستار ليقتنص شخص يؤمن تماما بأنه عدو له ولبلده وفي المقابل هو معزول عن كل متع الدنيا ولذاتها ربما .
ثم تجد أنه يردد أبيات شعرية وجماليات أدبية تقدم للعامة على جهاز ذكي عبر (سناب شات ) أو ( تويتر) أو غيره كل هذا الإبداع رغم تزاحم الحيرة والخوف , يدل على أن العسكر الأدباء منهم والمثقفين هم الأكفاء والأصدق في صياغة التعابير ورسمها من مكان الحدث . وإن لم يبلغوا في ذلك العاطفة الكاذبة والمتكلفة التي يتميز بها البعض من سكان المدن المدنيين .
ولو منحنا أنفسنا نظرة سريعة عن أدب العسكر ودوره في الكثير من الأمور ومنها الانتماء الوطني , لوجدنا الكثير من القامات الذين قدموا أعمال فكرية وأدبية تساهم في نشر الوعي المجتمعي والثقافي . وهي موجودة ومنشورة للعموم ولهم مؤلفات جمة في هذا المجال.
الموسيقى كذلك ترتبط ارتباط وثيق بتحفيز المشاعر لهذه الفئة من المجتمع ... فالموسيقى الحماسية والوطنية والدفاعية تنشر غطاء كامل من الخوف وتجعل من المتردد شخص مقدام لا يتأخر عن واجبه ومهامه . لا سيما إذا كانت العقيدة سليمة ومبنية على أسس وطنية شريفة .
أذكر أنني قد عرضت إيجاز بسيط في زمن ماض حول أدب العسكر وكنت حينها في دولة ما . استشهدت بالكثير من الأمثلة الحية وأوراق العمل الناضجة كالتي قدمها سعادة اللواء : مساعد اللحياني في معرض الكتاب قديما . وقد فوجئت أن الكثير لا يعلم تماماَ أن هناك قامات عسكرية أدبية قدمت ما يرتقي بالذوق العام بل كانت النظرة قاسية لهم .
ـ خارج النص ـ
كل ما روحت فكري والنظر ... عود الخاطر على قلبي كسير
ما بعد الكلام ...!
الحياة دائما تضعنا في اختبار يصنع من أسمائنا أفعال جميلة وذكريات أجمل . لا تهتم كثيرا إذا خُذلت يوما , ستكون السعادة بانتظارك لأنك تعيش على الوفاء وبالوفاء و الشرف كل من أوقعك في شباك الحيلة لم يضرك بقدر أضراره بنفسه واسمه , ولا أسوأ من أن يترك في قلوب الاخرين رسالة جحود ونكران لكل ما قُدم من أجله وبالمقابل ندعوا أولئك الذين يصرون على أن نصدق كونهم ضمنوا لنا الجنة مقابل أن نؤمن بهم وأنهم ضمنوها حتى للصوص الذين تابوا في العلن أقول لهم لاشك بأنكم تعيشون مرحلة متأخرة من الرداءة الفكرية والظنية , لذا يا صديقي أبتسم والعاقبة للمتقين .
* كاتب وقاص