تراشق المجتمعات
بقلم / مجدي غرسان *
تحية للجميع ، طابت جمعتكم :
أجدد اللقاء بكم مرة أخرى من خلال زاويتي (كسَارة )
أنهيت هذا الأسبوع التعديل الأخير على نص كنت قد احتفظت به وأعدت تصحيحه ، إلا أن الأحداث التي حصلت في الأسبوع المنصرم أخذتنا إليها خاصة ما لمسناه من تسافه كبير في الوسم (عواد باع أرضه )
كما نعلم بطبيعة الحال أن هناك طفيليات في مجتمعنا أحيانا ترى أن التدخل في شؤون الآخرين أمر لا يبعث على الحيطة والحرص واحترام الكيان الآخر .
فتجدهم يرون أنه من السهل الحديث عن قضية داخلية لمجتمع واستفزاز مشاعر ذلك المجتمع وتجاهل الحقيقة .
إن هذه الشريحة من البشر الحمقى لم يحصلوا على وكالة شرعية باسم الحكومة أو الشعب للخوض في قضية عامة يفترض ألا يكون هناك تصاعد في حلها بما يخالف الرأي الذي تمثله الدولة التي ينتمي لها المتحدث لأن أساليب الاعتراض والمخالفة في الرأي هي أرقى بكثير من هذا التسافة . المشكلة ليست هنا !! ولكن ما أردت التركيز عليه هو أن هؤلاء المتطفلين أنفسهم حين يصادمون ردود فعل المجتمعات الأخرى تظهر أخلاقهم الهابطة فتارة يتهمون الآخرين بالنقص والتشكيك وما إلى ذلك لا سيما أن بينهم من ينتمي للمجتمع الذي يقذفونه فيكف يصفونه بهذا الشكل . إننا حين نقول أن المجتمع الفلاني مليء بالخراب والدمار والأخلاق الفاسدة وبالمقابل نجد أننا نتعايش معهم ونوكل لهم واجباتنا في بلدنا كعمال . هذا الأمر فيه مشكلة فكرية وأخلاقية لدى قائله يحتاج لفهم نفسه أولا . تحتاج لنضج أكثر وقد ناقش بعض الكتاب والمفكرين قضية السباب والشتم دون حدود في مثل هذه الحالات ، وكما أسمها عبدالله الغذامي ( تسافه ) من السفاهة .
التاريخ لم يعهد دورا من الأدوار فصل علاقة الشرقيين بالغربيين ، بل أنه نسخ كل فريق عن الآخر واقتبس هذا من ذاك وهذا الأمر قائم على جميع جوانب الحياة من السياسية والتجارة والصناعة والعمران والأخلاق أيضا . وهذا ما يجب أن يكون بين الشعوب التي تجمعها اللغة والدين ، بعيدا عن مهاترات الفقر والغنى وتاريخ البادية وحضارة الآخر . بعيدا عن النظرة الدونية لسائق جلبته الظروف لأن تكون كفيله أو عامل اطلقت عليه لعناتك لأنه أتى من أقصى قرى الأرض ليتمم شهره ببضعة ريالات يرسلها وقد أكلت منها البنوك قيمتها من الحوالات .
لست هنا بصدد الدفاع عن الأجنبي ولكن هي مواضيع مرتبطة ببعضها يفسرها العقل والأخلاق فلو كنت أيها المتحدث صادق ومستغني فلماذا تأتي بهم للقيام بواجباتك تجاه أسرتك مثلا !! .. بالفعل لن نجد من يُمسح بكرامته الأرض في وسم أو موضوع نقاش إلا أمثال هؤلاء الهلاميين الذين يدخلون البيوت من شبابيكها وليس من أبوابها لسبب أن جهله قاده للحديث فيما لا يفقه وليس ما يعنيه .
خارج النص :
وصلتني رسالة أعجبتني وأحببت أن أقول شيء منها تحدثت عن الصاحب في سؤال !
قال الأول : بكم بعت صاحبك
فرد عليه : بعته بتسعين زلة
فقال الأول : (أرخصته ) أي بعته بثمن زهيد
لو تأملنا هذا المثل لوجدنا عظمة الصديق الذي غفر لصاحبه تسعين زلة وكذلك عظمة الاخر الذي يلومه على أنه باعه بتسعين زلة
وكأنه يقول من المفترض أن تسامح أكثر وتنظر الى ما قدم لك خلاف ذلك .
ما بعد الحديث :
شيء مضحك ضحك السخرية أن ترى أحدهم بعد مناهضته لأمر ما .. يصدر مرسوما بالمعرفة الشاملة والثقافة الواسعة وأنه مفوض من قبل أصحاب الرأي في الحديث عنهم
لكنه أرتبك فجأة وأخفى كلامه ليس لشيء وإنما لأن لديه عائلة عليه أن يطعمها ويحميها إنه المبدأ يا سادة . إلى اللقاء
* كاتب وقاص