وقفنا معكم
بقلم / مجدي غرسان *
قبل الحديث :
دائما يدهشني أن أجد أعمالي اليومية فيها قاسم مشترك ومميز مع الاخر . والأجمل أن يستشعر الجميع هذا الأمر بحيث نؤمن بضرورة التقاء الافكار في المجتمع , لأنه بطبيعة الحال سيمر يومك وأنت سعيد بالمشاركة والتوافق . وبهذا لا يحصل ما يسمى الغربة المعنوية .
اليوم أريد الحديث عن بعض المؤسسات الراقية التي أنتجت عقولا مبدعة وكان لها أنشطة في مجال الفكر والأدب والعلم لا سيما ونحن اليوم نراجع مخرجات الاستراحات والأنشطة المعزولة والمخيمات التي أختلف الكثير حول عواقبها السيئة من تطرف وتجريد عقول الشباب من حرية التفكير وأسلمتهم الى جحيم وأوهام غير واضحه والخاطئة بالفعل . ويقف إلى جانب هذه الأنشطة مجموعة من المؤسسات التي تبنت الدولة لها الكثير من الأموال حتى تعود بالنفع ولكن ... المحصلة لازالت ضئيلة ولا تستحق الذكر .
مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجالة لرعاية الموهوبين .. والتي كنت يوما أحد طلابها ثم عملت كمشرف على الطلاب الموهبين في أكثر من عام . هذه المؤسسة العملاقة بكل أمانه تسعى إلى أهداف سامية واضحة وبالفعل ليس لها أجندة قد تسبب القلق للمجتمع رغم أن الكثير يعلم بأن برامجها تقوم على عزل المشاركين بها لفترة زمنية يقضي فيها الشباب حياتهم اليومية وينخرطوا في الأنشطة اليومية بطريقة منظمة .
اهتمت هذه المؤسسة بالإبداع والاثراء , لم أجد فيها صورة لنمط فكري معين أو عنصرية مقيته أو تيار على حساب اخر أو تحريض مجتمعي بل تجد جميع اهدافها تسعى الى السمو و هو بناء العقل واكتشاف القدرات التي تعود بالنفع على الإنسانية والتعامل المباشر مع الانسان أي كان مذهبها ودينها مع العلم أنه يوجد غرها لكن حاولت إدراج هذه المؤسسة لمعرفتي بها.
وهذا النوع من المؤسسات هو الناجح بالفعل ولو بحثنا في مخرجات مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجالة لرعاية الموهبين لوجدنا الغالبية العظمي منهم في مجالات علمية بحته ومستويات جيدة بالإضافة الى جديتهم في العمل وتحقيق الأهداف.
ما أردت قوله هو أن الكثير من الأنشطة وضعت تحت الرقابة والكثير من المؤسسات يخرج منها أشخاص يتحدثون بالنيابة عن أفكارها كذلك.... لأنها في الحقيقة بدأت بنوايا غير واضحة وتطورت إلى أفكار متطرفة او ربما لم تتحرى الجودة في اختيار ممثليها.
خارج النص :
تمتلئ مسوداتي بكثير من الشعور .. الكثير من الآهات .. الكثير من الذكريات ... وبعض غصات وعبرات تظل تتوارى خلف الصبر .
ما بعد الكلام :
" وقفنا معكم " ... هكذا اطلقها شيطان أخرس في وسم فضح فيه نفسه حبن رأى النظام غافلاً فارتكب الزكام ... لم يفكر يوما في معنى أن ينسلخ من المجتمع ليقول له وقفنا معكم كأنه دولة وقفت بجانب دولة أخرى . كما ذكرت في مقال سابق لا أحد يراهن على الوطنية لأنه نوع من التباهي الناقص ودليل أنانية .. الوطنية والإخلاص أن تصلح نفسك أولا وأن تدرك أنه يوجد الكثير من أبناء الوطن يعملون لصالحه يأمرون بمعروف وينهون عن منكر .. وليس شرطا أن تعرفهم .. أنت لم تقف معنا أنت وقفت مع ظنك .. وانسلخت في هذا الوسم ... وهذه علامة الجاهل حين يتحدث بلغة الجمع . تعلمت من أسرتي كيف أحب وكيف أكون كريما متسامحاَ وإن لم تتح لي فرصة ممارسة هذه الأفعال بسبب من أساؤوا يجب علي أن نعيشها مع الغرباء . أخيرا .. نحن بحاجة لمزيد من الإنسانية , مزيد من الإفراط في احترام وجهات النظر والنظر بعين العدل في القضايا الأهم .. لان العقول الوطنية اليوم .. تناقش القضايا السطحية ليس إلا..
* كاتب و قاص