وين الناس ..... ؟؟
بقلم / راشد جابر المري *
كلمة نرددها دائما من وقت إلى آخر خاصة عندما نتقابل مع أصدقاء أو بعض أفراد العائلة ..
ونقولها بكل ثقة و ترافقها ابتسامة عريضة .. مع العلم بأن الحقيقة غير ذلك ...
فإذا دلت على شيء فإنما تدل على قطيعة سواء بين الأصدقاء أو بين الأهل او الاقارب وعاده ما نسمع الطرف الآخر يقول موجودين ؟
او تحت الأنظار ....
وهنا تناقض بين الاثنين هذا يقول أين انت وكأنه يقول إنني ابحث عنك واسال دائما وهو لا يسأل بينما الطرف الثاني يقول موجود ولكن لم تراني ولنا وقفة هنا !
وإذا دل هذا الامر على شيء فإنه يدل على واقع مرير نعيشه شبه يومي بين افراد المجتمع .. فالزيارات خفت والاتصالات انعدمت وهذا سبب يدعونا إلى ان تفكر قليلا ونتسأل ماذا حدث لنا .. وكيف حدث ... ؟
وأين الخلل هل منى او من الآخرين او الظروف الاجتماعية اوالمناخ الاسري هو السبب .
والملفت للنظر بان هذه الظاهره لم تكن موجودة في مجتمعاتنا القديمة بالعكس فقد كان التواصل والسؤال ميزة تميزنا عن غيرنا ... والتسائل عن احوال الآخرين من أولوياتهم
والترابط الاجتماعي صفه لنا وهنا نرى لأن سرعة دوران عجلة الزمن من المؤثرات التي أدت إلى القطيعة كما نرى أيضا بأنه كثرة المشاغل وحرصنا على الدنيا إنسانا من حولنا وكأننا نريد أن نكون كل شيء مع العلم بأننا لسنا شئ فالأرزاق ماشية وعجلت الزمان تدور وموقفنا ثابت وكانني بلسان الحال يقول ( نعيب زماننا والعيب فينا )
إذن لابد أن نقف قليلا ونحاسب انفسنا ونرجع إلى الطبيعة الإنسانية ..
التي لا غنى للفرد عن المجتمع ولا غناء للمجتمع عن الفرد إذن لابد أن نعطي انفسنا قليلا من المشاعر الإنسانية والاجتماعية وأن نتواصل على محيطنا كأفراد ومن ثم مع مجتمعنا المحيط بِنَا ثم المجتمعات الأخرى وأن نتعلم ونمنح انفسنا استراحة محارب وأن نراء من حولنا لكي يرونا ونتواصل معهم لكي يتواصلون معنى !!
* إعلامي