حفلات مدارس البنات فرحة أم بؤس ؟!
بقلم / محمد عواد *
أن تفرح لنجاح ابنتك فهذا أمر مشروع و طبيعي ، أن تتحول هذه الفرحة إلى هم وموعد غير محبب للكثير من الآباء فهذه ظاهرة يجب الوقوف عندها ، تصر معظم معلمات التعليم العام على ارهاق جيوب اولياء الأمور في ابتداع حفلات مبالغ فيها من الناحية المادية واشدد على كلمة مادية فالكل يعلم أن هناك آباء بالكاد يوفرون ضروريات الحياة لأبنائهم وهذا واقع ، ومثل هذه الحفلات التي تفرض على الطالبات في تحصيل مبالغ من الآباء تضيف على كاهلهم ثقلاً آخر فيضطر لتوفيرها حتى لا يشعر ابنته بالنقص أمام زميلاتها ومعلماتها وهن لا يعلمن كيف يوفرها وأي هم أضيف على عاتقه لإرضاء رغبة معلمة تريد أن تفرح في إنهاء عامها واستقبال عطلتها الطويلة وتختمه في هذه الفكرة الغير مسؤولة .. ناهيك عن احتفالات المدارس الخاصة والباذخة !
( قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا )
هكذا علمنا اسلافنا ، أين دور القدوة الحسنة والذكرى العطرة للمعلم ؟ مؤسف جداً ان تتحول المعلمة وهي ابنة هذا البلد ونتاج هذا المجتمع وهي الأكثر قرباً منه على سبيل الافتراض ، كيف هو شعور الطالبة التي تقول لها المعلمة بكل وقاحة من لم تستطيع الدفع عليها الجلوس في بيتها ولا يحق لها الحضور لهذا الحفل المدفوع ثمنه من الطالبات وللأسف تشجيع بعض أولياء الامور المقتدرين مادياً كأن يتبرع بحجز القاعة على حسابه ضارباً بعرض الحائط حالة المعسرين همه ان تحتفل ابنته فقط ..أو ان تأتي احدى اللواتي يفترض ان تكون قدوة في معالجة تباين حالات الطالبات فتقول من لم تستطيع الدفع تخبرني في اشارة منها الى التكفل بدفع المبلغ عنها ، بالله عليكم الم تسأل نفسها عن الضرر النفسي والاخلاقي الذي تتركه هذه المبادرة في نفس طفله بريئة همها ان تشارك صديقاتها فرحهن وقد تلحق بها ببراءتها ظناً منها ان هذه المساعدة عادية ، لكنها ستعلم لاحقاً مدى تأثيرها النفسي الذي سينعكس حتماً عليها بالسوء فتصبح النتيجة غير محمودة بسبب هذا العرض الذي قد يكون بحسن نية لكنه بلا حسن تصرف ولا حس تربوي ..
نأمل من الجهات المسؤولة عن التعليم وضع حد لهذا الاسراف الغير مبرر والمهين لشريحة كريمة من بناتنا ، رفقاً بنا وبكرامة فلذات اكبادنا ارجوكم .
* كاتب وناقد
1 ping