آفة السُلطة
بقلم : مجدي غرسان
طابت جمعتكم بكل خير ....
يعتبر التسلُط هو الآفة الأكبر في مفهوم السلطة وقد يتادعى لكم أن كلمة السُلطة لا تطلق الا في السياسة . وهذا خطأ فهي كلمة تنطبق على حياتنا بشكل عام فالسلطة في المنزل والعمل والشارع وغيرها . إلا أن المتسلطون من الحُكام المستبدين دائما ما يكونوا مادة خصبة للتحليل النفسي والفكري . وقد نتسال لماذا هم على هذا النحو التسلطي الذي يعمد إلى أنكار وجود الاخر أي كان ... وقد يمتد مفهوم التسلط الى انكار وجود الاخر من حولنا فالعلاقة الأسرية والصداقة وزملاء العمل وقس على هذا الأمر كيف يكون التسلُط آفة مقيتة تقتل كل ما في صاحبها من جمال إن وجد.
والمُشكل في هذا الأمر أن ينتقل التفكير الى ماهو أكبر من هذا والذي نسميه ( التصفية ) تصفية الاخر هو ضعف في فاعله هي حيلة العاجز عن الحجة والمواجهه الحق بالحق . إن الأخلاق التي تجعل من الانسان ألة تدميرية تقتات على دماء وحريات الاخرين هي في الاصل ليست اخلاق بل عقد اجتماعية ونفسية قادته الى هذا الامر . هي بالفعل مرض مستعصي . فما يحدث من طاغية الشام في حلب أو مكَار اليمن من تلاعب هو بالفعل نموذج حي نشاهده لهذه الافة .
ولأن المسألة تجازوت كثيرا قضية السياسة فقد عُرف الديكتاتور بأنه لا يأتي من الفراغ بل ينشأ ذلك الأمر معه من الطفولة والبيئة التي ولد فيها ونشأ وتربى عليها . والعادة جرت أن أولئك الذين عانوا من التسلط والقسوة والقهر هم في النهاية يتشكلون على هيئة الات دكتاتورية تدميرية بحسب مكانهم ووضعهم .
فالأسرة المُفككة والعلاقات المتصدعة والحرمان هي اسباب تؤدي الى ظهور هذه الأشكال المقيتة . وقد عشت تجربة شخص مرت به هذه الظروف وبنت فيه هذه الصفات على المستوى الأجتماعي لأنه فرد من أفراد المجتمع ليس إلا وهذا دليل على أن الصفة تنطبق على جميع الشرائح .
إن المتسلطون دائما هم أعداء للحضارة الرقي , هم يعيشون حياتين واحدة في العلن وأخرى في الخفاء . يمارسون كل المنكرات على أساس أنهم بمنأى عن الامتناع عنها بينما هم يدَعون الفضيلة أمام الملأ
خارج النص
التميز والإمتنان لا يظهر إلا في معادن البشر الراقية كريموا النسب الذين يشعرون بأنهم ملزمون برد الجميل والعرفان ولن يحاوولوا الهروب والانطواء على أنفسهم ولن يتفادوا الفرص الممنوحة لهم أبدا .
لانهم يدركون معنى أن الحياة ليست بالأخذ فقط .
ما بعد الكلام
أرجو ألا يكون بيننا من يسعى للإستخفاف بعقول البشر وتدمير حياتهم تحت مسمى الطاعة والانصياع . كي يحولهم الى قطيع من البهائم يسمع ويطيع فقط دون أن يغير من واقعه أو مستقبله كما هو النموذج الحي حولنا الذي يماريه طاغية الشام أو مكَار اليمن من تفسيق الأمم ومسخها وأفسادها الذي نرجوا الله أن يعاقبهم عليه . وكما قال الأمير تركي الفيصل .. لأوروبا عن اللاجئين .. خذوا لاجئ واحد وسوف نأخذ البقية .
دمتم وبلغنا الله واياكم شهر رمضان وحال أمتنا بخير .
* كاتب وقاص