مؤهل غلبان
بقلم / عائشة أحمد *
لا زالت مشكلة البطالة تنهش أرواح أبناءنا وبناتنا دون رحمة ،فبينما كنا نسمع عن هذا الشبح المخيف الذي يطارد أصحاب المؤهلات ما دون الجامعة ، أصبحنا الآن نراه قد تمادى وتطاول دون رادع حتى وصل إلى أصحاب الشهادات العليا من حملة الماجستير!!
نعم لا تتعجب عزيزي القارئ .
يؤلمنا أن نرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي مناشدات ومطالبات بحق التوظيف لحملة مؤهل الماجستير بتخصصات متعددة و بمعدلات مميزه في كافة أنحاء المملكة ، حيث تحول الأمر فأصبح هذا المؤهل مهمش ومرفوض بعد أن كنا نحسد كل من وصل إليه!!
ستزداد دهشة إذا علمت أن وزارة الخدمة المدنية تعتذر للمتقدمين والمتقدمات من حملة الماجستير بعدم وجود وظائف تناسب هذا المؤهل الغلبان!
قد يقول قائل بأن المكان الطبيعي لحامل هذا المؤهل هو بين مدرجات الجامعات للعمل كمحاضر رفيع الشأن ، ولكن أعتذر منك لأنك سوف تصاب بالصدمة إذا علمت أن الجامعات تتجاهل طرح الوظائف لخريجي وخريجات الماجستير، وتكتفي بالإعلان عن وظائف شاغرة للمعيدين والمعيدات ولحملة الدكتوراة والأساتذة ،قد تصدم وقد تضحك فشر البلية ما يضحك ولكن هذا لا ينفي الواقع المرير
ويكفيك عزيزي القارئ أن تطلع على إعلانات التوظيف على مواقع الجامعات لترى بعينيك التهميش والتجاهل لهذا المؤهل المسكين ، وإذا عثرت - أقول إذا عثرت - بين السطور على طلب صغير بين عشرات الطلبات لهذا المؤهل وبدأت بالتشكيك بما ذكرنا ،فابحث قليلا عن الشروط وستجد العجب العجاب ،شروط يصح أن نسميها تعسفية تعجيزية ،سمها ما شئت فهم يريدون أن يجتمع في شخص واحد عمر محدد لا يزيد عن 35 كحد أقصى ونسبة عالية منذ مرحلة البكالوريوس فبنظرهم تفوقك في الماجستير لا يكفي ثم قدرات الجامعيين بنسبة لا تقل عن 70% ثم امتداد للتخصص وكأن عدم امتداده عيب أكاديمي مخل بقدرات الخريج.
لا تيأس عزيزي القارئ فأنت لم تصل بعد إلى الطامة الكبرى ،هي طامة ولا أريد أن أقول فضيحة، فكل ما سبق من شروط تعجيزية لا ترى لها وجودا عند إعلان الجامعات رغبتها في التعاقد مع الوافدين ،بل إن الإعلان يحمل في طياته الاستعطاف والحنية!
ويكفيك أن تفتح جهازك المحمول لترى بنفسك أن الجامعات تتعاقد مع حملة الماجستير من الدول المجاورة بأعداد تفوق الألاف في مقابل بطالة السعوديين والسعوديات من نفس التخصص وكأننا قضينا على مشكلة البطالة لدينا وأصبحنا متطوعين لحل المشكلة في دول الجوار فأي منطق هذا؟!!
الحديث قد يطول ولكني سأقول أخيرا مجبرة لضيق المقام تاركة مهمة البحث لكل مواطن نزيه حريص على وطنه و صاحب ضمير حي ،وما أكثرهم
وأخيرا همسة لكل مسؤول:
كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
زمن الانغلاق وتكميم الأفواه ولى وغاب فنحن في عصر الحزم مع والدنا الحازم وولاة عهده الكرام ، واسمحوا لي أن أقدم لكم هذه النصيحة اتقوا الله وأدوا الأمانة فأبناء الوطن وبناته أمانة في أعناقكم وأنتم مكلفين من قبل ولي الأمر ومن أولوياته _حفظه الله_ مصلحة المواطن ومستقبل الوطن و الشباب هم مستقبل الوطن وبطالتهم تدفعهم إلى اليأس وتفقدهم الثقة بالذات وتجعلهم صيدا سهلا لكل من أراد بهم أو بوطنهم سوء لا سمح الله ،امنحوهم حقهم لإثبات وطنيتهم وكفاءتهم ،وستذهلون
* ماجستير أدب مؤهل معطل