العمل التطوعي بين الثواب والمنظرة
بقلم الأستاذ / عبدالله العنزي *
العمل التطوعي هو عمل غير ربحي لا يقدم نظير أجر معلوم، وهو عمل غير وظيفي مهنى، يقوم به الأفراد من أجل مساعدة وتنمية مستوى معيشة الآخرين، من جيرانهم أو المجتمعات البشرية بصفة مطلقة .
ومن منظور إسلامي:
يحمل العمل التطوعي نفس المفهوم في الدين الإسلامي ، مع زيادة دافع الرغبة في نيل الثواب من عند الله سبحانه ، إلى جانب الحس الإيماني والشعور بالآخرين والتفاعل معهم من خلال الانخراط في فعاليات العمل التطوعي .
وللعمل التطوعي أشكال منها الفردي:
وهو عمل أو سلوك اجتماعي يمارسه الفرد من تلقاء نفسه وبرغبة منه وإرادة ولا يبغي منه أي مردود مادي، ويقوم على اعتبارات أخلاقية أو اجتماعية أو إنسانية أو دينية كمساعدة محتاج أو تعليم أمي ، أو تفريج كربة ، أو إصلاح ذات البين.
والثاني: المؤسسي:
وهو أكثر تقدماً من العمل التطوعي الفردي وأكثر تنظيماً وأوسع تأثيراً في المجتمع، في الوطن العربي كالجمعيات الخيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين ، وحل المشكلات الاجتماعية والأسرية ،
حجم المؤسسات الخيرية في الدول العربية:
توجد مؤسسات متعددة وجمعيات أهلية تساهم في أعمال تطوعية كبيرة لخدمة المجتمع لكنها قليلة إذا قورنت بالجمعيات الموجودة في دول أوربا وأمريكا والإحصائيات والأرقام تبرهن على ذلك .
فضائل التطوع:
من القرآن الكريم:
قال تعالى : - وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} (73) سورة الأنبياء
وقال تعالى : - { يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُواالْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الحج:77).
قال تعالى : - { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة: 1 48).
قال تعالى : - { فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (المائدة: الآية48).
قوله تعالى : " وتعاونوا على البر والتقوى " المائدة : 2
أي : وتعاونوا -أيها المؤمنون فيما بينكم- على فِعْل الخير, وتقوى الله عز وجل .
وقال تعالى : "ومن تطوع خيراً فهو خير له" البقرة : 158
من السنة المطهرة :
قال صلى الله عليه وسلم: " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه , و من كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته " أخرجه البخارى ( 4/338 ) .
وقال صلى الله عليه وسلم " المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه و من كانفي حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة و من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة " رواه أحمد عن ابن عمر ( صححه الألباني) في صحيح الجامع /6707
هذا اغلب المجتمع يدركه ولم أتي بهذا من عندي فقد سبقني من هم اكثر مني علم وفقه ، ولكن للاسف اصبح العمل التطوعي في نظر البعض يبنى على السلبية والمصالح الشخصية على حساب من هم بحاجتهم وأنا هنا لا أقول الجميع فهناك أناس مخلصين لعملهم ويعملون من أجل الخير والثواب من الله سبحانه وتعالي ولكن أن يندس امثال أؤلئك الطفيلين بينهم فهذا أمر مزعج فعند أنتخاب مجلس أدارة أي جهة ما من الجهات الخيرية او دور النفع العام الأخرى التي تعتمد على العمل التطوعي وهي كثيرة تسمع من الوعود مايفرح القلب ويشعرك بمستقبل كبير قادم بأذن الله ، وما أن تسقط الأوراق بالصندوق وتفرز النتائج ويعقد أول اجتماع حتى يختفي بعدها بعض أهل الوعود عن الساحة ولا تراهم الا بالاحتفالات والمناسبات الرسمية بتلك البشوت التي زاد لمعان قصبها مع فلاش الكميرات متناسي وعوده كأن هدفه كان هو تلميع نفسه والبحث عن ماكان يفقده باع دنياه بأخرته ، واعتبر هذا ربما أخف مما نجهل أو نحاول تجاهلة حتى لانفقد التفائل الذي يسكن داخلنا منذو نعومة اظافرنا ، فمن يحطم قلب محتاج او حالم بغدٍ جميل من حقة ان يقولو لمثل هؤلاء اعملوا أو ابتعدوا ، وبرأي شخصي أن الحل الوحيد لمكافحة مثل هؤلاء هو أن يتم عمل سجل بكل جهة يسمى سجل الإنجار يبين به ماقام به من عمل خلال شهر وما تم إنجازة ويقيم من الوزارة المشرفة ويوضع له تقييم بمستوى محدد ومن لايرتقي بجهته إلى المستوى المطلوب من الاداء يتم اعفائه والبحث عن الافضل ، فنحن مقبلين على تحول تام فرؤية ولاة أمرنا حفظهم الله هي تطوير كل شيء إلى الافضل بشتى المجالات اجتماعي او ثقافي او رياضي او ادبي فمن واجبنا الوطني والدور المناط بكل مواطن ان نتفاعل مع مايطرحة ولاة الامر وان نكون اليد المساندة لهم .
* سفير نوايا حسنة سابق لمنظمة السلام الدولي والتنمية ، رئيس تحرير صحيفة الرائدية
2 pings