قلوبنا هواتف ذكية
بقلم الأستاذة / هدى راغب *
إذا امتلأت ذاكرة هاتفك بالعناوين ، والأشخاص ، والتذكيرات ، فسيأتي اليوم الذي ترفض فيه تلك الذاكرة إضافة أي شيء حتى لو كان هذا الشيء كلمة واحدة فتضطر إلى حذف الرسائل التي مر عليها وقت وزمن ، أو حذف بعض الأرقام التي لم تعدذو قيمة في حياتك ، أو بعض التذكيرات التي مر وقتها ، كل هذا لتترك مساحة خالية للجديد الذي تود إدخاله والاحتفاظ به ، كل هذا وأنت تتعامل مع جهاز انت من تبرمجه وتوجهه ، لكي تستطيع الاستفادة منه ، فمابالك بقلبك ،!!!!! تلك الآلة التي تعتمد في شحنها على مدى إيمانك ، وطاقة النور الذي تمده إليه ، ذلك الهاتف الذكي الذي تتواصل به مع الله أولا ، ومع من حولك والمحيطين بك ثانيا ، فما حالك إن تعطل هذا الهاتف ، وفقدت وسيلة الاتصال بمن حولك ؟
فقلوبنا هي هواتفنا الذكية التي نطل من خلالها على كل ما حولنا ، هي تلك الخزائن التي نقتني فيها كل شيء يمر علينا في الحياة ، مواقف ، أحداث ، ذكريات ، أشخاص ، أفكار ، فإذا ما امتلأت بركام كل ماسبق ، قفلت أبوابها ، واستعصى علينا فتحها من جديد ، لذا علينا أن نقوم بين الحين والآخر بتصفح ذاكرة قلوبنا ولننظر ما بها من عناوين أخذتنا إلى متاهات من الحيرة والألم ، وأحداث لم نخرج منها إلا بالفشل والبوار ، وأشخاص كانوا في حياتنا معاول يأس وحطام أمل ، وأفكار توقفنا عندها لأننا أصبحنا أسرى لها ولم نرض بحكم أو تغيير ، وبعد النظر والفهرسة ، نعيد النظر ، ونفتح سلة مهملات الحياة لنلقي بها كل مسببات الألم واليأس والإحباط ، لنعيد شحن قلوبنا بطاقة من الحب مصدرها الإيمان ، وقوة من جمال معانيها ؛؛؛الغنى متمثلين الحكمة القائلة ( الفقر ليس فقر الجيوب ولكن الفقر فقر القلوب ) برمجوا القلوب على الطاعة ، وروضوها على التسامح ،
تصفحوها بين الحين والخير ، واحذفوا من بين سطورها كل ما يعطل شحنها بطاقة الحب ،و لتكن قلوبنا هي هواتفنا الذكية التي نجاري بها العصر دمتم في سعادة
* مدرب تطوير ذاتي ، مدرب خريطة ذهنية ، مدرب اسكامبر ، موجه شخصي ، ممارس معتمد في التوجيه الشخصي