(روق) يالحبيب
بقلم الكاتب / بندر بن محمد المليفي *
الدنيا مليئة بالمصادمات ، والمغالطات ، والتجاوزات، وكثيرًا ما نشاهد مواقف ، نهايتها مؤلمة ، بدايتها من الأقوى، ( وليش ) ولماذا تناظر وأنت ما تفهم، والطريق لي، وكان فيك خير وقف، ويتصادم عنتر مع عنتر والنهاية مصيبة يرتكبها أحد الطرفين، ونسي أحدهما حديث الرسول صَلِّى الله عليه وسلم عندما قال له رجل من أصحابه:" أوصني قال : لا تغضب" قال الرجل : ففكرت حين قال النبي صَلِّى الله عليه وسلم ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر كله ) أخرجه الإمام أحمد.
فلو روق الحبيب وتعوذ من الشيطان لما حصل ما لم يكن في الحسبان، ومن المناظر التي ربما رأتها عيناك وجعلتك تحتارُ وتقف عندها وقفة تأملٍ وتقول عنها لهذه الدرجة يحصل مثل هذا الشيء، عندما ترى رجلًا كبيرًا قد أوقف شخصًا آخر - والمصيبة أن زوجته معه - قد تلاسنا، وتشاتما، وكل واحد منهما قد افتل عضلاته على الآخر، حينها هل توجه نقدك لهؤلاء الأشخاص، أم تحمد ربك أنك سلمت من هذا الوباء الذي انتشر في بعض شوارعنا وللآسف .
وإذا كان الأب أو الكبير لا يستطيع أن يتحكم في تصرفات وسلوكياته، فكيف بمن تحتنا ومن أصغر منا سنًا، هل نتوقع منه ردة فعلٍ جميلة وحكيمة عندما يخطئ عليه أيًّا كان، فلا أظن ذلك وليس من باب التشاؤم، بل لأنه ربما رأى وشاهد مواقف يتسيدها أشخاص معتبرون بالنسبة له، فلو حكَّم ذلك عقله وتلاشى ذلك الموقف بحنكة، لخجل منه المخطئ ولبادر بالاعتذار، فمن الجميل إذا صدر منا الخطأ أو التجاوز أو التقصير الاعتراف به، فهذه فضيلة لا بد أن نجعلها لنا ديدنًا .
فكم من المواقف ربما تفقدنا أغلى ما نملك، ونندم عليها كل حياتنا ! فلا فائدة بما مضى! .
همسة : ابعد عن الشر، وغنِ له ، ولا تكن أنت ممن يغضب على أتفه الأسباب، وتجاوز عن كثير من الأمور؛ فباب المشاكل شر لا ينتهي
* كاتب وإعلامي