أمسك حرامي!!
بقلم الأستاذ / عبدالله العنزي *
تخيل نفسك تسير في شارع يعم به الهدوء ولا يوجد في المكان تقريباً إلا أنت وفجأة وبدون مقدمات تسمع خلفك وقع أقدام مجموعة من الناس مسلحين بالعصي ويصيحون بصوت واحد أمسك حرامي ولا قدامهم إلا أنت ، كيف ردت فعلك ؟ سؤال وجهته لأكثر من شخص ، فيه من قال بثقة أقف على جنب وأتركهم يواصلون طريقهم ، وفيه من قال انطلق بعيد عنهم ، وفيه من قال معاهم نمسك حرامي ، والأغلبية كان أجابته بثقة أنه يتنحى جنب حتى يعرف الموضوع.
هنا ذكرت علي أحد القصص عن ذكاء أحد القضاة قديما اذ أنه أحضر الي قاضي مجموعة من الأشخاص متهمين بسرقة والسارق منهم واحد ولم تكن تتوفر الكميرات ولا البصمات وكان القاضي ذكي ويتصف بالحكمة ولم يطلع معهم بنتيجة ولم يعترف أي منهم بالسرقة والقاضي على دراية بأن المذنب واحد منهم والبقية أبرياء ، فطلب من السجان أن يذهب بهم الي السجن وكان بنافذة السجن توجد طيور من الحمام تعشش ، وعندما تم أيقاف الرجال المتهمين فترة ، طلبهم القاضي ووقفوا أمامه ، فقال لهم لقد حل اللغز!! وعرفنا السارق وهو منكم أنتم ويقف الأن أمامي ، فسألوه كيف عرفته ، قال القاضي السارق منكم على رأسه ريشة ، فقام الشخص الذي سرق بمسح رأسه عن الريشة رغم انه لا يوجد شيء على رؤوسهم ، وعرف القاضي ساعتها أن هذا السارق حيث أن البقية لم تحرك أيديها لأنهم واثقين أنهم بريئين ، وصارت مثل ( اللي فوق رأسه ريشة يحسها ) .
للأسف هكذا حال البعض فعندما تطرح موضوع ما فوراً يجيره على نفسه ويعتقد أن الموضوع يخصه لدرجة أنه اصبح علينا أن نوكل محامي على كل حرف تكتبه ، الثقة بالنفس والنظر بمنظار أخضر لكل ما يحيط بنا شيء جميل لا يملكه الا المميزين فلتكن ابتسامتنا دليل ثقتنا هي عنوان النجاح وصفاء النية من صفاء القلوب
* سفير نوايا حسنة سابق لمنظمة السلام الدولي والتنمية ، رئيس تحرير صحيفة الرائدية
1 ping