قبس التنزيل من هدايات السبع الطوال (7/7)
بقلم الأستاذة / مضاوي القويرضي
سأتناول اليوم شيئا من تدبر سورة يونس ، وقبل البدء نقول إن السبع الطوال تبدأ من سورة البقرة وتنتهي عند سورة التوبة ولكن لأننا افردنا البقرة وآل عمران في مقالين سابقين صار التقسيم مختلفاً ومن سورة يونس إلى الحجرات أو ق تنتهي السور المئين وسميت بذلك لأن عدد آياتها مائة آية اوتزيد بقليل بقليل وأشرع الآن بتدبر سورة يونس أول السور الميئن وفق ماورد في تفسير السعدي رحمه الله تعالى
( الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ )
يونس (1)
يقول تعالى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} وهو هذا القرآن، المشتمل على الحكمة والأحكام، الدالة آياته على الحقائق الإيمانية والأوامر والنواهي الشرعية، الذي على جميع الأمة تلقيه بالرضا والانقياد.
وأكمل تفسير الآية الثانية من سورة يونس
كما ورد في تفسير السعدي رحمه الله تعالى
( أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ ۗ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ )
يونس (2)
[ومع هذا فأعرض أكثرهم، فهم لا يعلمون، فتعجبوا {أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ} عذاب الله، وخوفهم نقم الله، وذكرهم بآيات الله.
{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا} إيمانا صادقا {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} أي: لهم جزاء موفور وثواب مذخور عند ربهم بما قدموه وأسلفوه من الأعمال الصالحة الصادقة.
فتعجب الكافرون من هذا الرجل العظيم تعجبا حملهم على الكفر به، فـ {قَالَ الْكَافِرُونَ} عنه: {إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ} أي: بين السحر، لا يخفى بزعمهم على أحد، وهذا من سفههم وعنادهم، فإنهم تعجبوا من أمر ليس مما يتعجب منه ويستغرب، وإنما يتعجب من جهالتهم وعدم معرفتهم بمصالحهم.
كيف لم يؤمنوا بهذا الرسول الكريم، الذي بعثه الله من أنفسهم، يعرفونه حق المعرفة، فردوا دعوته، وحرصوا على إبطال دينه، والله متم نوره ولو كره الكافرون.]
رباه ما أبدع كتابك الكريم الذي أنزلت من فوق سبع سماوات هو الهدى والنور والأنس عند الوحشة في ظلمات القبور هو القبس الوضاء رحمة السماء
نكمل مع بقية آي السورة وسورة هود عند حديثنا عن المئين في المقال القادم بحول الله وقوته