الإعلام ودوره بشكل عام وبشكل خاص في نشر وتطور ثقافة المجتمع
بقلم الدكتورة / سعاد عابد المولد *
لقد تطورت وسائل الإعلام في العصر الحديث وأصبحت وسائل للإتصال وتبادل المعلومات والاخبار وأطلق عليها (السلطة الرابعة) نظراً لتأثيرها الكبير في المجتمعات، ومع إختلاف أنواع وسائل الإعلام ودخولها عالم (الإنترنت) أصبحت ذات هيمنة كبيرة نظراً لسهولة الوصول لها سواء على أجهزة الحاسوب أو الهواتف النقالة، وكما نرى أنها دخلت في كل منزل بل ومع أغلب أفراد الأسرة.
إذا أصبح تأثير الإعلام سواء بشكل عام أو خاص كبير جداً، أصبح دوره ليس فقط نقل الأخبار وتبادل المعلومات أو النقد والرقابة العامة بل تعداه للترفيه وأيضا لنشر العِلم والثقافة وتصحيح المفاهيم الخاطئة والمساهمة في زيادة التوعية لدى المجتمع في أمور كثيرة منها الصحية والاجتماعية وتقديم خدمات عامة للجمهور من دعاية وإعلان وغيرها...
إذا هل أدى الإعلام دوره في نشر وتطور ثقافة المجتمع؟
هُناك فجوة عميقة جداً بين الإعلام والمجتمع فهو قد تخلى عن دوره الحقيقي بل وأصبح هُناك صِدام بينه وبين المجتمع،
عندما تخلى الإعلام عن دوره أصبح المجتمع جهة إعلامية منفصلة بحد ذاته ، أصبحنا نرى المجتمع ينقل اخبار ومعلومات وأحداث ومعالجة مشاكل لم يتطرق لها إعلامنا و وسائله ومن هُنا فقد الإعلام مصداقيته لدى الفرد والمجتمع ، وكان من المفروض أن يكون الإعلام صوت من لا صوت له.
نُريد من إعلامنا بمختلف وسائله أن يمارس دوره بكل مهنية وحرفية بعيداً عن التعصب والتحيز، نحتاج إعلام وطني قوي يدعم الدولة والمجتمع...
نحتاج إعلام يناقش بحيادية القضايا الاجتماعية ويبرزها ويساهم في حلها دون العزف على وتر عاطفة المجتمع في تأليب أو تحريض ضد أي أحد ، فالنقد للتطوير وليس للهدم وبث الفرقة.
نحتاج أن يهتم إعلامنا برموز العِِلم والثقافة والتعاون مع الجهات الأخرى المسؤولة لإبراز ذلك أمام المجتمع .
نحتاج أن يتفاعل إعلامنا مع المجتمع ويشجع على ظهور الحملات التطوعية الإعلامية التي تخدم المجتمع وافراده ، وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر هُنا حملة جميلة قام بها مجموعة من طلاب الماجستير بجامعة الملك سعود قسم الإعلام وهي حملة ميولنا ما يفرقنا ضد التعصب الرياضي والتي تخدم شريحة كبيرة من المجتمع (فئة الشباب)ومُحبي الرياضة بشكل عام لدعم التشجيع المتوازن وعدم التعصب وبث الروح الرياضية والرقي بأسلوب التشجيع والبعد عن المهاترات والالفاظ الغير لائقه الذي للأسف نراه من قِبل بعض الإعلاميين !!
الإعلام بمؤسساته الحكومية والخاصة يحتاج إلى إعادة تأهيل شامل وعاصفة حزم تُزيل ما غشيها من شوائب، فالإعلام سواء المرئي أو المقروء أو المسموع لا يقوم بالحد الأدنى من المطلوب منه، وطالما هُناك مؤسسة حكومية يندرج تحتها إعلامنا العام والخاص وهي(وزارة الإعلام والثقافة) إذا هي معنية بإصلاح الوضع الراهن، فإعلامنا يغرد خارج السرب(كل يغني على ليلاه) دون رقيب أو حسيب إلا في النادر، نُريد إعلام يُسهم في دفع عجلة التطور الثقافية والفكرية والأدبية وغيرها من النواحي للمجتمع، إذ بتطور المجتمع تنهض الأمه.
* طبيبة ، كاتبة