مدار الأفكار .. محسوبيات الأمسيات
بقلم / عبدالعزيز الفدغوش *
يقول أمير الشعراء أحمد شوفي:
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
للأسف نصيب الوطن من الشعر الرامز إلى حبه وفي مهرجاناته لا يتعدى الواحد في المئة مما قيل في تمجيد الذات والقبيلة ومدائح الأمراء والشيوخ!
احتراما للذات وتقديرا لروح ومكانة الشعر الشعبي الأصيل وايمانا بأهميته وهدفه النبيل، فقد قررت الابتعاد وهجر ما يسمى بالاصبوحات التي تقام عادة وقت الظهيرة، وكذلك الأمسيات الشعرية منذ وفاة الشعر الحقيقي فيها - رحمة الله عليه - وذلك قبل عقد ونيف من الزمان، إلا أنني رفعت قرار العزوف عنها مؤقتا احتراما لطلب أحد الزملاء ممن يتصف بسمو الأخلاق ونقاء السريرة، ووفاء للأخوة واكراما لشخصه وللزمالة، فقد رافقته بعد إلحاح شديد لحضور إحدى امسيات المهرجان الوطني «هلا فبراير» على أمل الاستماع والاستمتاع بشعر يمجد حب الوطن ويجسد شموخه والتفاني في سبيله، وينبذ كل ما من شأنه زرع الفتن والفرقة وتعكير صفو الحياة فيه، على اعتبار أن الشعر مرآة تعكس آمال وآلام الناس، وترجمة لمشاعر الحب والولاء والإحساس، فالأوطان - كما يقال - هي قطع من أكباد ابنائها، وللقصيدة الشعبية خصوصيتها وفاعليتها وتأثيرها، فهي كما يقول الدكتور زياد بن عبد الرحمن السديري: «مهما كثرت مزايا الشعر العربي فستبقى القصيدة النبطية أدق منه تعبيرا وأصدق تصويرا، ولا أصدق من قصيدة يتكلم بها الشاعر بلغة تكيفت مع ظروف مجتمعه الخاص فأصبح لألفاظها معان خاصة ودقيقة يصعب التعبير عنها بأية وسيلة أخرى».
إلا أنني فوجئت وللأسف الشديد بأن نصيب الوطن من الشعر الرامز إلى حبه وفي مهرجانه لا يتعدى الواحد في المئة مما قيل من قصائد في تمجيد الذات والقبيلة ومديح أمراء وشيوخ ومسؤولين في دول أخرى، إضافة الى قصائد تنحدر الى مستنقع الاسفاف والتغزل غير العفيف والتشبيب الممجوج الذي يترفع الانسان السوي عن قوله في نزهة خلوية، فضلا عن طرحه في مهرجان وطني وأمام حضور من مختلف الاجناس والجنسيات.
كما أن تفاعل الجمهور وتصفيقه مقترن باسم الشاعر وقبيلته بعيدا عن جودة الشعر وسمو أهدافه.
عشرة شهور وشهر وأنتم بالأسفاف
ونبي شهر واحد لشعر المواقيف
وين العدالة بالشعر وين الإنصاف
دام التـــميز مــا لقالــــه عواريف
* كاتب وإعلامي وشاعر