ليس ضروري ما يعجبك يعجب الآخرين !!
بقلم / راشد جابر المري *
كنت جالس مع بعض الأصدقاء و نشاهد التلفاز وكان جهاز التحكم بيدي وكنت أتجول بين القنوات الفضائية التي لا تحصى ولا تعد حتى استقر بي البحث إلى إحدى القنوات الفضائية التي كانت تعرض مسرحية مدرسة المشاغبين وكم كنت مستمتعاً لما وجدتها وكانت تمثل لي مرحلة من مراحل العمر .
وكنت منسجم بمشاهدتها ، فأحياناً أضحك و أحياناً أبتسم و أحياناً أطلب من الجميع الصمت ولمتابعة حتى قطع على أحد الأصدقاء ذوق الاستمتاع !! عندما قال لي وبدم بارد .. هل ممكن سؤال ؟؟ فقلت له هل ممكن تؤخر السؤال حتى الفاصل الإعلاني !! فقال لبس ممكن ... فهذا السؤال ضروري جدا !! وأتمنى أن أجد لديك الجواب ؟ فقلت له تفضل .
فقال احس بأنك تستمتع بمشاهدة هذه المسرحية ومتابع جيد ، وكأنك تراها لأول مره مع العلم بأنك قد شاهتها عدة مرات !!
استغربت من هذا السؤال !! فقلت له أين المشكلة فرد علي هل أنت معجب بها فقلت له نعم ؟ فرد أين الإعجاب ؟ فما أراه مجرد مسرحية قديمة وبالأبيض والأسود !!
وطلب مني جهاز التحكم وقلت هو لك ! وأخذ يقلب في القنوات حتى استقر به البحث على مسلسل تركي فقال لي هذه المتعة في المتابعة .. فسألته أين المتعة فلم أرى سوى مسلسل ركيك عن الدرامي التركية وبالتحديد الجزء الثاني و الحلقة الخامسة بعد المائة .. فما كان منا إلا متابعة المشاهدة حتى انتهت الحلقة والحمد الله أنني استطعت أن أكتم امتعاضي مما أرى واسمع !! بعد انتهاء الحلقة .
وأحببت ان أرد علية طرح السؤال م ن باب الاستفادة وايس الجدال !! فقلت له ما اعجبك في هذا المسلسل ؟؟
فنظر الي وقال انظر واستمتع بما تراه فكل شيء جميل وأطلق ناظريك بالطبيعة وبالمناظر وبالألوان الزاهية قلت له طيب إذا أعجبت بالشكل الخارجي فقط ... وليس بالمضمون ... !!
قال لي وما هو مضمون مسرحية مدرسة المشاغبين تلك فقلت له ... ( هذه من تلك يا عزيزي ) فابتسم ورددت له الابتسامة ..
وكنت اعرف مسبقاً بأن الأذواق تختلف من شخص إلى آخر ، والثقافات لها دور في صقل الأذواق .
ولكن لا تنصدم عزيزي القارئ عندما تجد من يخالفك الرأي أو الذوق أو الفكر ... حتى لو كان أصغر منك سن أو أكبر ،، ولو أقل منك تفكير أو ثقافة ... أو أعلى ... فهناك من يعجبه الشكل وهناك من يعجبه المضمون ... !! وليس ضروري ما يعجبك يعجب الآخرين !!
* كاتب وإعلامي