حين عرفت ( أناي )
بقلم الأستاذة / سلوى بادبيان
يحدث أن تستقيظ فجأة لتجد نفسك في الثلاثين من عمرك
تقف أمام المرأة فتجد نفسك طفل في صورة يافع
تسقط دمعك ، تهتز روحك ، ويرتعش جسدك
تلفت حولك فتجد من كان بجوارك ركضوا خلف أحلامهم وتركوك
وحيداً وحيداً إلا من ذاتك ، ومن أسئلة تتراكم بداخلك !
لتخرج بهيئة دخان من ضباب العمر التي لا تعرفه
والذي لم يكن يوما تريده أن يكون هكذا
أسروك ثم وضعوك في زنزانة ضيقة مظلمة
ورغم ذلك ربطوا عينيك وسدوا أذنيك
وتحكموا في الهواء الذي يدخل رئتيك
ثم ماذاااااااا ؟!
ثم نسوك حتى بلغت الكبر اخرجوك من جديد
هيا يا هذا كن صالحا كن مطيعا كن مبدعاً وجميلاً
تلتفت أخرى يمنة ويسرة ثم لا أحد
تفتح شفتيك لتنظم أحرف تشبهك ولكن لا أحد
لا أحد يسمعك أو يرآك أو يفهم ما تشعر به
فترفع للسماء عينيك فيارب السماء كن معي
فأنا أريد أن أُولد من جديد لا كما يريدون هم
بل كما تريد أنت ،أنت وحدك من كنت معي
اريد أن أُري العالم كله النور وإن عشت في الظلمة سنين
أن ازرع الخير وأرجو الحصاد منك وحدك
أن امضي لتحقيق ذاتي ؛ ولا اكون مسخ دون هوية
أن لا أستسلم للظروف و لا العوائق ولا الحواجز
أنا أصرخ ليس بصوتي بل بفعلي ليسمعني من به صمم
اتحداهم واتحدى ذاتي واتحدى كل ماحولي
لأكون أنا ، أنا التي أحب وأرضى وترضى عنها يالله
وسأعتذر لذاتي لإني حملتها ما لا تطيق وامضي وامضي
حتى تكون محطتي الاخيرة بين يديك خالقي
وتقولي لي (ياعبدي رضيت عنك )
فأرضى وترضى روحي وأذوق السعادة التي لا حد ولا نهاية لها
﴿ارجِعي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرضِيَّةًفَادخُلي في عِباديوَادخُلي جَنَّتي﴾
* كاتبة ، تربوية