فِعلُ يُرى .. وليس كلام يُسمع
بقلم الأستاذة / وضحى العنزي *
ما هي إلا أيام قلائل ويبدأ عام دراسي جديد ، فهل أستعد الجميع لهُ بالهمة العالية والعزم على تقدير العلم وتحمل المسؤولية تجاهه والصبر على التعلم؟ أم مازال غالبية أبنائنا وبناتنا يرفلون بثوب الكسل والاستهتار وعدم المبالاة ، والانشغال بمناقشة أمور واطلاق هاشتاقات عقيمة لا تناسب دينهم ولا قيمهم ولا أخلاقهم على مواقع التواصل؟
إنها الحرب الفكرية الخبيثة التي تُدار حول عقول شبابنا الذين هم عماد الوطن ، فهل فعلنا شيئاً حيالها أم ما نزال نقف مكتوفي الأيدي ننتظر حدثاً مؤلما لتنطلق صافرات البعض محذرة لبرهة من الزمن ثم تصمت؟
نحن يا عقلائنا ومفكرينا وأولياء أمورنا من أباءٍ وأمهات بحاجة لحملة لنشر الوعي والإدراك لدى أبنائنا وبناتنا ، حملة طويلة المدى ، حملة تسخر لها كل الإمكانات المادية والبشرية ، حملة تشارك بها كل الشركات والمؤسسات في المجتمع بلا استثناء ، حملة تطلق في المدارس ووسائل الإعلام المتنوعة المسموعة والمرئية والمقروءة ، حملة تحيي في هذا الجيل القيم الإسلامية الصحيحة وأخلاقه العالية بحيث يحترم ويقدر كل ما يحيط به وكل من حوله ، حملة تجعل طلابنا وطالباتنا يرون أن العبث بممتلكات المدرسة وأجهزتها خيانة للدين والوطن ، حملة تجعل شبابنا وفتياتنا يجعلون قوله تعالى: ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )نصب أعينهم أثناء مشاركاتهم وكتاباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي .
حملة تجعل أبنائنا يعون ويفهمون كل ما يقال لهم ويفهمون ليس السطور فقط بل ما بين وما خلف السطور ، حملة تجعل هذا الجيل يقدر العلم ويحترم أهله ، حملة تجعل أبنائنا يثمنون الوقت ويحرصون عليه ويعلمون أن ساعاته وحتى ثوانيه سيسألون عنها ويحاسبون عليها .
حملة تجعل كل سعودي يرى مكانته الحقيقية العالية التي يجب أن يضع نفسه فيها ، ونعم الله عز وجل المحيطة به ليحافظ عليها ، ليس تكبراً وغروراً بل فخراً واعتزازا فبلادنا تحتاجنا اليوم أكثر من أي وقت مضى ، ولأن يومنا الوطني اقترب وشعاره (رؤية وطن ) فلنعبر عن حبنا له واعتزازنا بهذه الرؤية بأن نجعل مبدأنا في جميع أعمالنا ومعاملاتنا ((حبك يا وطني فِعل يُرى وليس كلام يُسمع )).
* كاتبة و تربوية