احتجاج ولكن .. خجول
بقلم د. مجدي غرسان *
كُل عام وأنتم بخير وحجنا مقبول وسعينا مشكور وبيت الله في أمان ونعيم ، كيف لا وقد غابت شياطين الإنس وأصبح جلياً للعالم أن يشهد على ذلك السوء الذي كانت فتاوى طهران تُخلفه لنا كُل حج.
اليوم أجد قلمي يحتج إحتجاجاً خجولاً سريعاً على وقفات إنسانية في حياتنا .
*كيف لا وقد أصبح المُثَقَّف الحقيقي مُغرداً خارج السِرب منبوذا حينما ينادي باستعادة القيم الأصلية في تراثنا واستعادة احترام الإنسان لاخيه الانسان والكارثة تحل به حينما يجد أمثاله من المثقفين الذين قرّروا السباحة مع التيار فيصبح غريباً بينهم يقاسي الأمرين .
* في الطريق ماذا سوف يحدث
لو أن سائقي المركبات تنازلوا قليلاً للمارّة ،جعلوا لهم حق في حقهم العبور دون أن يضطر مُسَّن للركض بين الأرصفة في وهج الظهيرة .
* ماذا عن موظف الدولة الذي ظل مُحتجاً طوال العام لعدم إرفاق اسمه في سجل المرابطين خلال العيد وفي المقابل لم يحضر يوماً لعمله على الأقل قبل العيد أو بعده .
* مالذي سيتغير لو أن قناة احترمت عقولنا واستضافت من يستحق الحديث والحوار معه على أقل تقدير في ظروف كهذه التي يمر بها العقل العربي !!
* تساؤلات عدة هل يُمكن أن يلتزم بَعضُنَا برائحة إسلامية في كل صلاة ! هل لنّا أن نستشعر اثر تلك الجوارب المثقوبة في صيف العاصمة الرياض ، حينما ندخل بها دون احساس ونظل نفركها في سجاد المسجد كل دقيقتين !
* ماذا عن عشرات المتسولين ! ماذا عن ضميرهم وهم يستقبلوننا بشتى الاكاذيب والحيل. وقلوب البعض تكسوها السذاجة
* ماذا عن المطبلين الذين يرسمون لنا تاريخاً من الإنجاز وهم في حانات ومقاهي العالم الاخر، وفي المقابل يتهمون نوايا إخوانهم بمجرد انتقاد أو كلمة حق ! أو كما قال القصيبي رحمه الله "ما أسهل الدفاع عن حقوق الآخرين من مقاهي لندن وباريس" وأنا أقول ما أسهل الحديث من وراء شاشات الجوال .
* مالذي سوف يختلف لو أننا تفهُّمنا أن الانتقاد خيره أفضل من شر المديح لنا !
* هل لنا أن نُعير اشارات المرور شيئاً من الأهمية ! هل لنا أن نستوعب ذلك الوهج على رأس جندي يقف مُتحرزا من غدر أخيه !!
هل لنا أن ننظر قليلاً في أولئك الأبطال على الحدود !
هل لنا أن نُصدق أن هناك أشخاص لا يتحدثون ولا يبيعون الكلام في كل وقت ولكنهم من الأوائل في الدفاع عنا وعن وطننا !
هل يمكن أن نبقى بمبدأ واحد تجاه من نعرفهم ومن لا نعرفهم ؟ هل نُجرب في مطلع العام الجديد بأن نبتسم وأن نتسامح من قلوبنا .
* ماهو التأثير لو منحنا الخير للآخرين وأعطيناهم أفضل ما عندنا وفي المقابل مالذي سوف يحدث لو احتفظوا بالجميل ولم يخونوا العهود !
* مالذي سوف يحدث لو أن محروماً من العلم رزقه الله المال فاختلط بسذاجته ، لم ينهر أحداً عن السهر بين الكُتب التي لا تغني ولا تسمن من جوع في حد معرفته ! هل سيكون الكتاب ذَا قيمة !
** خارج النص :
ديني لا يأتيني من عِمه
خِرقُ مطويات في القِمة
يحملها رِمّة ....
للمُفكر/ علي الهويريني
***ما بعد الخجل :
لا شيء أقسى على الانسان من شعوره بأنه وحيد وأشد ما تكون الوحدة تلك التي يعانيها الانسان لفقد حبيب !
لكم أن تتصوروا أعياد أُسر الشهداء الذين يُتّموا أطفالهم لسبب بسيط هو أن تراقب المشهد في شاشة جوالك والمصيبة أن بَعضُنَا لا يكف عن "لو" التي تفتح عمل الشيطان .
* كاتب وقاص