فجر عام جديد
بقلم الدكتور / مجدي غرسان *
أهلا بالجميع وكل عام وأنتم بخير وهذا الوطن شامخ , هذا العام واليوم تحديدا نحتفل بالوطن والوطن فقط .
" ليست المسألة في أن نختار العصر الذي نعيش فيه , بل في أن نختار كيف نكون في هذا العصر" .. سارتر
*نموذج شخصي :
كانت السنة الماضية بالنسبة لي حافلة بالكثير من الأحداث والتغيرات , أظهرت لي الكثير من الأفكار وجددت بي الكثير من الطموحات ألمني فراق وأفرحني إ قتراب . غيرت معالم كثيرة في حياتي كشخص ومن المؤكد أن هناك من يشبه تماما حالتي وهناك أيضا من لازال ينتظر مثل هذا التغيير .
مرور الإنسان بمثل هذه الأمور يزيد من خبراته وقدراته ويكشف له الكثير من المحيط حوله , وعلى سبيل الوداع فإنه يبقى في النهاية من هو أهلا للبقاء ويرحل عنا كل من في قلبه مالم يوافق قوله وكلماته كل ماعليك أن تذكر الجميع بخير وأن تجعل قلبك واحة خضراء من العطاء والتفائل ولا تغني بفوات الاوان في كل عام .
يرحل أشخاص باختيارهم وفي الشكل الذي يريدونه أن يكون فبعضهم يترك أثرا طيب والبعض يترك كلماته تتورم في ذاكرتنا . اخرون أقدار الله تأخذهم ولا نراهم وكم يؤلمنا فراقهم وهم تحت التراب واخرون ينضمون إلى حياتنا تزدان بهم وتمتلئ بوجودهم ونتمنى أن نكون لهم كذلك. إنجازات تضاف لبعضنا وركود يبقى على بعضنا . والحياة بين مد وجزر. في كل عام نقرأ رسائل كثيرة ونصائح عديدة كيف نستقبل العام الذي يليه وكيف نكون فيه أحسن مما كنا . ولكن هل فكرنا يوما أن هذه الايام تمضي من أعمارنا ولا تعود ! هل نستشعر أن نستغل كل أيامنا بالطريقة التي نرضى عنها نهاية كل عام
فليس من الصعب أن يضع الإنسان لنفسه مناهج كثيرة . ولكن هل سيكون بالقوة التي تجعله يلتزم بها. كل هذا نجد جوابه في اختيار المحيطين بنا.
يجب الاحتراس من بعض أنواع الشفقة بداخلنا والنوايا "الحسنة" والتي هي أشبه بالسذاجة تتسبب لنا في العناء وتقتل سنوات من عمرنا في زمن لا يؤمن إلا بالعلم والأداء والوفاء والصفاء , يجب أن نتخلص منها , نغادر ساحة التسويف وننظر لأنفسنا بإيجابية . نحدد أهدافنا وإن تعطلت . نجعل تحقيقها مؤكدا بإذن الله . لا ترتبط بمغادرة أحدهم من حياتك وقد أحسنت اليه ولا تتوقف لانتظار غائب . وفي المقابل لا ترد من يطرق أبوابك , افتح ذراعيك للمقبلين ولا تجعل منهم حواجز مرور فالوقوف في المنتصف هو الأقرب للنجاح في تعاملاتنا مع الاخرين .
انظر للشارع حولك , تمعن ثقافته ومرتاديه , انظر للرصيف والأماكن العامة سترى إن ثمة تغيير في مجتمعك إلا فكن واحد ممن يسعون للتغيير فيه .
انظر لمن حولك في علاقتك بهم في واجباتك تجاههم ولست مسئولا عن واجباتهم تجاهك فالوقت الذي تستغرقه في العتب لن يعود . وعلى هذا السياق كم من الأشياء التي حلِمت بها تحققت ! وكم منها لازال ينتظرك , سترى نفسك في مقارنة بين عامك الماضي والقادم .
كل الناس تخطئ ولكن القليل والقليل جدا من يجعل من أخطاءه مرحلة تحول .
خارج النص :
خبر اليوم يقول .. توفي "كنق النظيم"
لم يكتب له القدر أن يعيش عامه القادم , هل أدى واجبه كإنسان في هذه الحياة ! كم الدعوات ستكون عليه في وسم أنشاءه جاهل وكم من الرحمات سيطلقها اخرون ماهي خاتمته وماهي خاتمنا نحن المتحدثون ! وهل نضمن عامنا هذا أو حياتنا تستمر . لذلك نحن لسنا جاهزين دائما لملاقاة مصيرنا لنكن على أقل تقدير تركنا أثر طيب في قلوب الاخرين . بدلا أن نُقسم البشر فريق في الجنة وفريق في السعير !!
ما بعد الكلام :
وطني ليس شرطا أن أتباهى بما اقدمه لك , وليس شرطا أن أخبر العالم أنني في جبهة الدفاع عنك وليس شرطا أن ألطخ جسدي بلون علمك حتى أثبت حبك .. فأنت تعلم جيدا أن هتاف القوم في السر غير العلن وأنك حتماً لن تقبل الطلاء الذي لا يدوم وهذا باختصار لأنك بحاجة لمن يعمل ومن يعمل فقط .
فكل عام وأنت شامخ برجالك .
* كاتب وقاص
2 pings