أَكَلَةُ أَحلامِ البَشَر ..!!
بقلم الأستاذ/ أحمد النجار *
مامن خطرٍ يُهدد أمن وسلامة المجتمعات مثل خطر الفساد , فالفساد ثقبٌ أسودٌ يبتلع كل مشروعٍ إصلاحي أو محاولة للتغيير نحو الأفضل , الفساد كمثلث ( برمودا ) تختفي فيه كل سُفنِ التخطيط لمستقبل أفضل .., الفساد يبتلعُ ثروات الشعوب كما يبتلعُ القمار ثروات الأفراد , لن يكون هناك تطور وتقدم وأمن وأمان في ظل الفساد , إن لم نقضِ على الفساد أولاً فكل خطة نتحدث عنها أوتنمية هي ضربٌ من العبث وسوف تتحول بشكلٍ تلقائي إلى جيوب الفاسدين بلا شك .. !! الفساد سينحرنا من الوريد إلى الوريد , فالفاسدون لايرقبون في وطنٍ إلاً ولا ذمةً , الفاسدون لن يترددوا طرفة عين في خيانة الوطن وبيعه لأكثر مشترٍ يدفع كائناً من كان هذا المشتري , الفاسدون لايهمهم أن يموت الناس تحت نظام صحي متهالك ومريض , لايهمهم أن تتلوث الأرض والسماء والمياه , لايهمهم أن يعاني الآخرون ولايهمهم أن يجوع الشعب ولايجد سكناً , لايهمهم أن يُغتالَ التعليم ليُصبِحَ مُجردَ أكذوبة تزيد الجاهل جهلاً ..!!!
الفاسدون لايعنيهم في شيء أن تكون البلد أفضل , ولايعنيهم في شيء التطوير وتحسين الأداء , حتى وإن تظاهروا بالتطوير وتحسين الأداء فذلك ليسرقوا فقط لاغير عبر برامج هم من صممها وقوانين هم من شرعها وكلها تصب في صالحهم ..!!
الفاسدون ليسوا حريصين على أن يتولى الكفء منصباً يستحقه , ليسوا حريصين على فلسفة الرجل المناسب في المكان المناسب إلا إذا كان مناسباً حسب مقاييسهم الفاسدة ..!!
الفاسدون - حقاً - هم أَكَلَةُ أحلامِ البَشر , في تبوك أم ماتت قهراً عندما منع طغمةٌ من آكلي أحلام البشر ابنتها من دخول التخصص الذي لطالما كافحت وسهرت واجتهدت وحَلمتْ فيه ..!!
في مستشفى تموت أمٌ نتيجة إهمال وطفلٍ نتيجة استهتار وأبٌ نتيجة عبث وفساد .!!! كل هؤلاء كان لهم أحلام وكانت مبينة عليهم أحلاماً ..!!
وتذهب كل شكوى أدراج الرياح ويختفي كل تحقيق كأن لم يكن ..!!
شابٌ وشابةٌ يقبعا عاطلين في منزليهما رغم شهاداتهما وقدراتهما وطاقاتهما , ينتظران ( حافز ) وحيلة صدقة السعودة التي يليقها إليهم أثرياء السوق من السعوديين وغير السعوديين على مرأى من المسؤولين ومسمع ..!! أكل الفاسدون أحلام الشباب .!!!
ولو استمريت في سردِ الأحلام التي افترسها أكلة لحوم البشر فلن أنتهي فهي طويلة لاآخر لها .. , فكم أكلوا حلم أم وأبٍ في ابنتهما وبنتهما , كم أكلوا حلم مريض بالشفاء , كم أكلوا حلم تعليم .. وكم وكم وكم ..!!
ياسادتي مامن بقعةٍ في العالم خَلتْ من الفسادِ بأي شكلٍ من أشكاله .., ولكن التعامل مع هذا الفساد وعدم حمايته بالقانون والتشريعات هو الذي سيقضي عليه , مُعاقبة فاسدٍ واحدٍ ستُرعبُ ألف فاسدٍ مُختفٍ في الظل , فهم جبناء للغاية .., الشفافية وعدم وجود أحدٍ أياً كان منصبه أو وضعه في البلد فوق القانون هو ماسيقضي على هذا الفساد .., انقذوا ماتبقى من أحلامٍ من افتراس آكلي أحلامِ البشر لها ..!!
في مارس 2011 أُرغِمَ وزير الخارجية الياباني الشاب ( سيجي ميهارا ) على الاستقالة رغم نجاحه وشخصيته وجهوده ، هو لم يزور عقوداً حكومية، ولم ينهب من المال العام، ولم يستول لنفسه على عقارات وأراض، ولم يمرر صفقات مشبوهة، ولم يتهرب من الضرائب، ولم يقبل رحلات مجانية مدفوعة الأجر، وإنما جلّ ما فعله هو قبول هبة بقيمة 200 ألف ين، أو ما يعادل 2400 دولار أميركي من سيدة كورية جنوبية تقيم في طوكيو وتدير مطعماً فيها. غير أن هذا العمل اعتبر خرقاً فاضحاً للقانون الذي يحظر على السياسيين تلقي أي شكل من أشكال الهبات والتبرعات من جهات أجنبية، خوفاً من أن يؤثر ذلك على قراراتهم..., من أجل هذا سادت اليابان العالم رغم كل إمكاناتها المتواضعة , فوالله لو رشحنا عشرة مسؤولين فاسدين عرب وأرسلناهم لليابان لستطاعوا وفي فترة وجيزة إنهاء اليابان وأكل أحلام البشر فيها ..!!!
** طلب خاص ..
أي حلمٍ كان لكِ أو لك أو لقريب أو صديق افترسه أكلة لحوم البشر فأرسلوه لي - فضلاً - على 3h_live@
أو rukhsa1234@hotmail.com
ليس في يدي حل ولكنها مشاركة فحسب
* مستشار نفسي واجتماعي
1 ping