الجهاز مغلق وخارج منطقة التغطية
بقلم الدكتورة / نادية الخالدي *
الفرق بين الفكر ولا فكر ادراك والفرق بين النوم والاستيقاظ ادراك …اذن الإدراك هو حقيقه قياسية تثبت مدى قدرة الإنسان الفعلية على أداء واجبه الإدراكي، تماماً كضغط الدم ودرجة الحرارة التي هيا مقاييس رقمية لإثبات صحة الجسم، وتماما بشكل آخر كالصلاة والزكاة والصوم وهي مقاييس دينية لإثبات أن الإنسان مازال مسلم …الا ان جميع ما سبق ليس سوى رخصة تأهيل بشرية لخوض الحياة ….كيف تخوضها ؟وماذا ستفعل ؟وإلى أين ستصل ؟ الجواب يرجع لأصل الاستفهام الأول في المقالة هذه …. ألا وهو الإدراك،،لن تدرك قيمة الصحة مالم تخض المرض ولن تعرف حل المشكلات مالم تمر بوحل من فشل ولن تخشع في الصلاة ان كنت لا تدرك انك بها تتصل بالرحمن .. اذن مايفصلك عن التطبيق الآلي هو الإدراك الحاضر بلفظه اللغوي الغائب عن ميدان الحياة و المحتضر في نفس شريحة الكثير منا بوصف أكثر دقه …فيتحول الإنسان إلى آله تغلب تصرفاته على نظام مرتب هو ناتج جمع حصيلة مدخلات من الأبوين والأصحاب والمربين دون رجوع للآلة التي هيا نحن في تقيم عملية الجمع السابقة. نكتفي بالتنفيذ لنرضي الجميع وإلا سنخضع لمسائل من الضرب والقسمة والكثير من العمليات التي لم نتعلم فك رموزها بعد …تبقى المنطقة المريحة هي دائرة الجمع البسيطة …اي أوامر دقيقة نطبقها بدقة وينتهي الأمر ..ناقشت أحد الأصدقاء عن هذه القضية ، فقلت له هل راقبت يوما الماء كيف يروي عطشك ؟هل راقبت طريقة سيرك ؟او مفرداتك؟ او اي عمل تقوم به ؟أجاب بفخر لا ولما تضييع الوقت في هذا!! …حسنا تريد اجابه على الوقت ولا المضمون ؟!!أجاب المضمون !!!..حسناتذكر حياتك حتى هذه اللحظة… بالطبع ستذكر الكثير من الأمور ولكن هل كنت حاضراً واعياً وأنت تقوم بها؟أم أنت آلة لديها برنامج تمشي عليه… شعرت بالغضب … مباشرة امتدت يدك على المغضوب عليه، وأشفيت غضبك منه أوأخرجت سيجارة، أشعلتها، وتنفست الدخان الناتج منها… كل ذلك تمّ ويتمّ بشكل آلي بدون أي وعي أو إدراك منك… وقد قمت بذلك ملايين المرات وستقوم بذلك ملايين أخرى بشكل ميكانيكي وآلي… وفي كلّ مرة تقوم بذلك، ستصبح الآلة بداخلك أقوى لأنك ستصبح أمهر في قيامك بذلك الفعل… وكلما قمت بذلك أكثر كلما احتجت لوعي أقل حتى تقوم بذلك من جديد…اذن وفرت وعي هنا ووفرت وقت وازداد ثمنك الإنساني كعملة نادره في الكسل،، والكسولين دائما محبوبين فهم لا يشكلون خطر للناجحين. بغضب سألني وكيف لا أكون آلة اذن …الجواب بسيط وجديد وكاسر للروتين أيضا سياحة من نوع آخر مع النفس …جرب أنك عندما تغضب أن تقوم بأمر ما بشكل معاكس للطريقة التي كنت تقوم بها…
مثلاً؛ عندما تشعر بالغضب عادة أنت تجري … هذه المرّة عندا تغضب لا تجري وإنما امشي ببطء شديد وراقب نفْسك ماذا يحدث؟؟… ستشعر بالغرابة وكأن أمراً يحدث لأول مرّة!!.. وسيبدأ فكرك الآلي بالسؤال والاستجواب: “ماذا يحدث؟؟ ماذا تفعل؟؟ أنت لم تقم بذلك من قبل!!” وإن تمكنت من المشي ببطء ستجد بأن غضبك قد ذهب مع الريح لأنك استبدلته بشيء جديد وغريب.. اي تدرك ..باستهزاء سألني وسأعتاد هذا الأمر وأعود آله !!!!!كيف تعتاد يا صديقي ان كنت مدرك للحالة لكل حالة موقفها وردات فعل خاصة بها كيف يحدث التكرار اذن !!!….وجد التكرار لغير واعين فقط…..انظر لنفسك أنت كائن بشري لست جهاز هاتف تنفذ ما يطلب منك إرساله او إستقباله وتحجب ما يتم أمرك بحجبه وعندما ينتهي شحنك لا تقوى على مساعدة نفسك وشحن ذاتك !لن ينقذك من ذلك سوى مُقتنيك وكيبل كهربائي يوصلونك به وإلا ستسلم للجملة الآتية ( الجهاز مغلق وخارج منطقة التغطية ) .
* روائية كويتية تكتب في تطوير المهارات الذاتية وعلم النفس وأنماط الشخصيات