مبيدات بشرية
بقلم الدكتورة / نادية الخالدي *
(كلما قل عدد الذين يدخلون حياتك كلما كنت اكثر نقاء واكثرسذاجة واقل ذكاء وبالتاكيد اكثر حرية)
عبارة جميلة كتبتها بإقتناع متطابق مع قناعاتي في العلاقات و متنافي مع قناعاتي في الحياة فأنا أرى أنه كلما قل عدد الناس الذين يدخلون حياتنا كلما كنا الأقل حظا في صنع تجربة بشرية ناجحة نستحقها حقا ..
إلا اننا نكتب لان التعبير هواء والكتابة روح تجعلنا نعرف اننا مازلنا على قيد السطور قادرين على التعبير، وسط زمن سرقت منه السوشال ميديا القدرة على الكتابة وفي زمن تاه القلم عن أصابع تعبيرنا المطلق..كما تاه اللسان عن صدق التوافق مع مشاعرنا ..فضاع الجميع( نحن واقلامنا وكتبنا) ولم يبقى سوى المبرمجين لنا من هم؟ لا نعلم ،من أين أتوا؟ لا نعرف ، متى أتو ؟ لم نكن في تلك اللحظة واعيين وعند خزي كل ماسبق، كان الخزي التالي اشد وطأة على قلبي
فأنا لا املك إجابة على قانون القوة والضعف الذي أراه في كل دقيقة بل كل ثانية أمامي ، تأكل بعضها البشر وكأن الصراع الحقيقي هو صراع الأرواح ، الكل يعطي نفسه صلاحية تدمير الآخر لانه اكثر كفاءه أو أكثرمال أو أكثر جمال حتى : لايهم السبب المهم أن الصراع قائم لسبب ما, ولأن الخبرة بطبيعة مجراها تتكون من القانون التالي = (عدد مرات الموقف المؤلم * الزمن الذي تم فيه هذا الموقف + عدد الأشخاص الذين كرروا معك الموقف ذاته ) تكون الإجابة انه من الضروري أن تبتعد عن تقليص الأشخاص في حياتكم ومن الضروري جدا ان تكون لك خبرة في حياتك تأتي من كثرة عدد الأشخاص الذين تتعرف عليهم والمواقف التي تخوضها معهم ، فهناك قانون يسمى( قانون الترتيبات الكوني) الذي ينص ان الناس علاقات تكميلية تكمل بعضها فالناقص عند أحدهم زائد عند الآخر لتحقيق التوازن البشري ،الا انه طالما كل ما سبق صحيحا لماذا اذا
1- الخلافات على تفاصيل تافهه قبل الكبيرة
2- لماذا الاستبداد والنظرات الدونية والفوقية لدرجات البشر الفكرية والاجتماعية
3- لماذا نحن مشغولين بغيرنا عن أنفسنا
والكثيرمن اللماذا في مختلف التفرعات
وبينما كنت اتسائل عن كل ذلك
وجدت كما أجد دائما ،أن الخلل في الفرد ذاته ، فلو كف كل واحد منا فكرة
نزاعية عن الآخر لأنتهى الشر، لعم السلام، لعشنا بهدوء وسكينه، إلا أن في نمط التفاوت في نفسيات النفوس البشرية، فكرة المدينة الفاضلة فكرة تكاد تكون مستحيلة ليس لاستحالة تحقيقها، بل لعدم رغبة بعض من البشر في العيش براحة، فنفوسهم تميل للنزاع وتستلذ به ، ولأن ما سبق هو حقيقة نفسية. السؤال هنا ما ذنب النفوس النقية؟ وكيف تتعايش مع ذلك ؟
الأمر بسيط جداً ،اصنع لك مبيد بشري فكري، فكرته ان ترسل شعور غير لفظي بانك لا تتوافق مع هذا الشخص فيبتعد كردة فعل غير لفظية لرفض تردد جسدك وشعورك فيشعر بالانزعاج، وظيفته يبيد كل شخص يؤثر على حياتك بالسلب ،يبيد كل شخص يمتص طاقتك …يبيد كل وسط يزعجك
ثم بعد ذلك ستنظف حياتك فتخالط بها الجميع، وإياك أن تغلق أبوابك لمجرد أن خبرة سئية مع نفوس تميل للنزاع الشري آلمتك، بل افتح أبوابك لتنعم بالرائعين، وتستمتع معهم ،وتضع يدك بيدهم لتصل للقمة اما الباقي فلا تنسى انك صنعت مبيدات بشرية في فكرك تستخدمها سلوكيا عند الحاجة ودون ان تضر أحد .
* دكتوراه في علم النفس ، روائية كويتية
2 pings