لعبة أطفال أُلقي بها
بقلم / أبرار الشمري *
عندما ترى طفلك بين أحضانك تذّكر بأنّ هناك طفلاً تُرك بلا ذنب حرم من القرب لأقرب اثنان له في هذا الزمن الذي أصبح فيه العديد من البشر لا يخافون الله ، جعلوا من أبنائهم لقطاء ليُطلِق عليهم "مجاهيل الآباء" .
واللقيط هو : مولود حي نبّذه أهله لسبب من الأسباب ، كخوف العائلة أو الفرار من تهمة وما شاكل ذلك
حكم التقاطه في الإسلام : التقاطه فرض عين على من يجده إن وجد في مكان يغلب على الظن هلاكه لو ترك فيه ، وقد وردت أثار عن الصحابة بالترغيب في التقاطه وبيان فضله على كثير من أفعال الخير لأن فيه إحياء لنفس بشرية.
لا أجد سوى هذه الكلمات فيما أراه:
نُبِّذت وأنا طفل بعمر الزهور
كلعبة أطفال أُلقي بها
ويراها مارة بالغون
لا يجيدون شيئاً سوى اجتيازها
المكان الذي وضعت به
أصبح ذكرى مرّه
غيمة سوداء فوق موضع رأسي تؤلم الذاكرة
تركتموني بين حطامين مكاني وقلبي
تجمعت جميع المشاعر وسطه
ليتسلّط الكتمان
وكأن سلسالاً طوق عنقي ينهي أحرفي
لم أعد أستطيع إصدار صوتي والكتابة
لا مجال للمناداة والرسالة لن تصل
ها أنا أبتسم لأخفي ضرير قلبي
وأتشبّث بلعبتي
ضمادة ليأسي وفقد القند
هنا تعشق الوحدة والصمت
يعمُ ولا يزول يُعدم الهروب منه
والدايّ
ماذا عن أعينكم ألا تحن لرؤيتي ؟
ومسامعكم ألا تشتاق لترانيم صوتي ؟
كم حاولت أن احبّ اثنان عمِيتُ قلوبهم عني
لم يخرج
من مخيلتي خيالاً رسمتُه بوجوههم الأخرى بِأحاديثهم الجميلة
اثنان تنتشر عاطفتهم أثناء جلوسنا معاً
لا يفتحونَ باباً لكره ونسيان
أخاف كوني وحيداً دونهم سعادتي مرتبطة بهم
لم يخرج ..
أشبعاني بالخذلان
يتناسيان ويطلبان الغفران غلطة الزمان
جل ما أقوله افعلوا ما شئتم فإنّي أجيد النسيان
ما حاجتي وأنتما غائبان
طِبتُ منكما !
اعلموا سأكون خصمكم يوم يجمع الخصوم.
إخوتي : لكم الأجر بمسح مدامعهم وبتلبية حاجتهم والعناية بهم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يرحم الله من لا يرحم الناس )، والله خير الحافظين
* كاتبة